الاثنين، 25 يناير 2010

معيشة ابائناء الجزء الثامن عشر

معيشة ابائنا الجزء الثامن عشر

هذه السلسه لابنائنا الذين لم يعايشوا وقتا صعبا شديدا وحياة قاسيه من حيث المعيشه الا انها زاخرة بالورع والتقوى والبر والاحسان والطمانية والرضي والقناعه

تابع لما سبق متطلبات المهنه

* تحتاج الدباغه الى ملح في احدى مراحلها والملح اما ان تشتريه من الاسواق وفي هذا تكاليف على الدباغ واما ان يقوم هو بجمعها وهذا ما يلجاء اليه البعض واتذكر ان والدي رحمه الله اصطحبني الى الجبل القريب من بيتنا وصعدنا الى قرب الرقه حيث الحجر ( الحجر هو حز في الجبل غالبا ما يكون طريق للوعول ويتلتوي مع التواءات الجبل وقد يكون مقطوعا أي لا يمكن الاستمرار في السير به بسبب وجود هبه او انحدار شديد ربما نتج عن تساقط للصخور – ويعرف المختصون اين يجدون الملح الجبلي ونوعيته الجيده ويكون لونه قريبا من الاحمرار وتختلط الملح بالصخور والطين وقد يكون على شكل قطع صغيره او على شكل قطع كبيره قد تزن الوحده منها من 5 الى 10 كيلو وهذه الاحجام هي نتاج عمل التكسير بالمطارق والقلم والمعاول وبعد تكسير الكميه المطلوبه يتم وضعها في جواني ثم يتم انزالها من اعلى الجبل الى موقع العمل او الحفظ وقد يستغرق الامر عدة طلعات الى اعلى لانزال كامل الكميه التي تم جمعها– قبل عدة اشهر كنا في بحث في المنزل القديم ووجدت احجارا كبيره عرفت انها ملح جبلي من بقايا ما كان الوالد يجمعه ومن الصدف انني كنت مع صديق لي وقد اشترى الواح من الملح تباع لكي توضع في حضائر الاغنام فتقوم الاغنام عند رغبتها بالملح بلحسها باستمرار وهي ظرورية لهم فاتصلت به واخبرته بما وجدته وهل تناسب ملح الجبل الاغنام فقال لي انها افضل من التي يتم شرائها ولهذا فان لدى مربي الاغنام فرصه لجمع الملح من جبال الله والتخفيف على انفسهم * ايضا مادة ثانيه يحتاج اليها الدباغ وهي ماده حليب العشر والعشر نبات شجرته كبيره لها جذور ليست عريضه وكانت الشجره كثيرة النمو في وادي عينات ابتداء من مسجد الشيخ ابو بكر طلوعا وكان تتواجد في الوادي والمسيله بكثرة الى درجه ان من بين كل شجرة عشر وشجره عشرتوجد شجرة عشر اخرى لقد رافقت والدي مرات كثيره لجمع عصارة تلك الشجرة وكان الوالد يحمل معه طبله كبيره مطلوب منا ان نملؤها ومع كل منا طبله طماطم صغيره خاليه وكنا نتفرق وكل واحد يذهب الى الشجرة التي يرى انها ستعطيه عصارة اكبر والعصارة بيضاء تشبة الحليب وكان علينا ان نبحث عن الغصن الطويل الرطيب ونكسره من اعلاة ثم نضع الغصن من مكان الكسر في الطبله وننتظر حيث يتم اسقاط العصارة نقطة نقطه وقد تكون محظوظا اذا استطعت جمع خمس او ست نقاط من كل غصن ويعود الغصن بعد ذلك لكي يلتئم من جديد * وفي الشجرة عشرات الاغصان وبعض الشجيرات شحيحات وبعضها تتميز بالكرم وقد نقضي صباح يوم كامل منذ قبل الشروق حتى اذان الظهر قبل ان نتمكن من جمع ربع او ثلث الكمية واحيانا كان الوالد يذهب عدة مرات للوفاء بمتطلباته من تلك الماده الخطيرة الهامه واذا ما لا مست يدك ولا بد ان يحدث ذلك اذا كنت بصدد جمعه فانها تزيل كافة الاوساخ منها ومن الاحداث التي اذكرها عن هذا النبات وعصارته كان ابناء عينات في رحله للقنيص الى جبليت وكان لدي عذر يستدعي وجودي في عينات وكان من العيب في ذلك الوقت ان يبقي الرجال في البلد وغيرهم ذاهب للقنيص فوجدت انه لزاما علينا وكان معي الاخ سالم محفوظ باحشوان ان نذهب حتى حصاة في منتصف الطريق بين عينات وشعب الغدير ثم نعود قائلين اننا دخلنا الوادي ومدخل الوادي جميله واثناء سيرنا كان الحديث عن هذه الشجره وعن كثرة تواجدها وامسك الاخ سالم غصنا وكسره ووضع نقطه واحده فقط من عصيرها في راحت يده وراح يخاطبني بان هذا العصير في قلته ذوا فائده لبطن الانسان وينظفها وقام بلحس تلك النقطة وعدنا الى منازلنا وبعد ايام افتقدت فيها سالم محفوظ ثم وجدته في السوق وهو في معاناه فلما سالته ماذا حصل قال لي لقد انفكت بطني منذ ذلك اليوم وقد اصبت بالهزال بسبب الاسهال الشديد وذلك نتيجه لعدم تقديري للموقف *

من ظروريات الدباغه الصيفه وهي خلاصه كبد حيتان البحر يصنعها صيادي الاسماك في ساحل حضرموت والمهرة وتصدر في تناك للداخل ورائحتها نفاذه تشبه رائحة السمك وتستعمل هذه المادء في الادوية للعديد من الامراض ولتقوية الجسم *

ايضا من الظروريات وجود اواني خزفية كبيره في حجم صفارى تتسع لنصف كيس رز تقريبا تسمي ازيار او جرار او سفح مفردها سفيح و المرحله الاولى في الدباغه تتلخص في غمر الجلود في الازيار او الجرار الخزفيه الكبيره التي نطلق على واحدها اسم ( سفيح ) يتم صناعتها لدى الصانع باني وهو الذي يقوم بصناعة الاواني الخزفيه ( الصحلول )كالجحال والكعد وغيرها وكل من يقوم بهذه الصناعه نطلق عليه اسم باني ومواقعهم في تريم حيث تكثر الميافي فلا بد للطين من نار تحرقه لكي ينتج الصحلول الشديد القساوه حيث يتسع السفيح مابين 20 الى 30 ديم ويقوم الماء والملح وسائل العشرالابيض بتخليص الجلود من بقايا قطع اللحم والشحم والدم العالقه فيه وهذه المرحله هي المرحله التي ينتج عنها روائح كريهه بسبب تفاعل تلك المواد مع الجلد ومحتوياته . تبقى الجلود لفترة أربعة أيام في هذا المحلول مع تقليبها * وبعد ايام تبداء المرحله الثانيه تتلخص في رفع الجلود من الاواني السابقه الى احواظ اخرى مملوئه بالماء والقرض وغمر الجلود فيها تبقى الجلود لفترة أربعة أيام في هذا المحلول مع تقليبها و دعسها بالأرجل لمدة ربع ساعة يوميا و تسمى هذه العملية بالنفس الأولى ، أما النفس الثانية فتتم بعد أن يتخلص الصانع مما تبقى من الشحوم و آثار القرض ، بغمر الجلود مرة ثانية في محلول الماء و القرض و لكن هذه المرة لمدة أسبوع و تزاد كمية القرض كي يغلظ الجلد و يزداد سمكه ، بعد أن يخرج الجلد من هذه المرحلة يكون التعامل معه سهلا فقد أصبح نظيفا طاهرا ذا رائحة مقبولة ، وتخليص الجلد من الشعر يكون برفعها واحدا بعد الاخر ووضعها على عود خشبي ثم القيام بحلق ما تبقى من الشعر بواسطة سيف حديدي غير حاد ويتم تجميع ما ازيل من شعر ويلقى بعدها يتم تجفيف الجلود وشباحة بعضها المطلوبه لكي تقطع على شكل خيوط لاستعمالها في الخياطه ( الخرازه ) ويتم شباحتها على اسطح المنازل باستعمال شوك سعف النخيل الجاف حيث يمد الجلد المفري ويثبت في الارض بعد شد اطرافه وينرك حتى يجف ثم يتم طلائه بالصيفه وهذا العمل يتم ايضا للجلد المطلوب لعمل الاحذيه وغيرها من المشغولات الجلديه عند انتهاء هذه المرحله يجمع الصانع ما لديه من جلود ثم تبداء المرحله التاليه وهي مرحلة الخرازه وهي عمليه فنيه دقيقه يتم من خلالها احكام الفجوات في الجلد بحيث لا يترك مجال حتى للهواء ان يخرج وذلك بواسطة الخرازه التي تتكون من خيوط جلديه واستعمال المخرز والمخوط وبعد انتهاء هذه العمليه يخرج القربه في شكلها النهائي حيث يتم ملوها بالماء لعدة ايام لتخفيف رائحة القرض منها ثم تكون صالحه للاستعمال ويتم وضع خيط قرب فتحة الرقبه يسمى الوكاء والوكاء هوفي ثني جلد الرقبه ثم لفه كاليسجاره لفا محكما ولف الحبل عليه وبعده يكون الراس محكما فلا يخرج الماء منه ابدا الا بعد فك الحبل * كما يتطلب الامر ايضا من الدباغ ان يكون عارفا بالمهنه وخبيرا فيها ولا بد له من بعض المعدات اهمها مطرقة خشبية كبيره لدق ورظ القرظ كما يستعمل معدات صغيره منها الجلم وهو مقص كبير الحجم شديد الحد يصنع في عينات ومكاتب وواحدها مكتب وهو مخزر شبيه بالمسله يتم صناعته من حديد لين خاصه حديد المبارد ويوضع في طرفه يد خشبيه ويتم عمله باحجام متعدده حسب دواعي الاستعمال ايضا المخوط الكبيره والمطرقه والسندان والمخادر التي يتم فيها عمل فتحات صغيره في الجلد اضافه الى العديد من المواد المصنعه خارجيا كالابزيم والمسامير والمشابك وغيرها من المواد المحسنه والمجمله ولم يستعمل الدباغين الغراء الا في فترات متاخره –

المصنوعات الجلديه(السمار او الكرعه) و هو وعاء لحفظ العسل أو السمن أو الزيت و يقال له وعاء العسل +(البطة )وهو وعاء جلدي مجوف يوضع فيه الزيت . و في المثل ( يدهن لك من بطة خليّة) وكانت (( البطط )) تستخدم في الحروب حيث تعبأ بمادة البارود وتربط بفتيل ثم توضع تحت حصون الأعداء وتشعل النار فيها لتنفجر ان السمار و الكرعه والبطة ادوات لم ارى من يقوم بصناعتها في عينات وربما لانها تحتاج الى عمل اخر يدخل فيه الطين وغيره اضافه الا ان هذه الاواني ليس من المستهلكات في نواحينا بل تستعمل في الشق الحدري والقبلي حيث تكثر الاغنام ليحفظو فيها السمن والزبده والسليط وحيث النوب والجبوح حيث يكثر العسل * (الشكوة )= و تستخدم لحفظ اللبن و مخضه و تحويله الى لبن رائب . و يقولون (ياشكيوة نودي نودي) وهي جلد تيس صغير جدا طلي *(المسب ) و هو وعاء جلدي يستخدم لحفظ الدقيق فيه وهو جلد راس غنم كبيركما يستخدم لحفظ الأشياء وامتعة الانسان الخاصة ويقوم مقام الحقيبة في زماننا هذا. وكانت نساء البادية يهتمين بتزيين المسب بالودع والاصداف والالوان الزاهية و الى عهد قريب كانوا يعلقنه على اكتافهن *(الجراب ) وهو جلد كبير ايضا يحمله المسافر على ظهره وله ممسك ويوضع به مواده التي يعمل عليها مهما كان عمله او لوضع اكله ومقتناياته ويتم غلقه بنشط من اعلاه كما يقفل الكيس المصنوع من القماش –(السعن) وهو ايضا وعاء جلدي اكبر من الشكوه يقوم بتبريد الماء ويحمل على الظهر وتجد العمال الذاهبين الى الوديان وكذلك الرعاه وكل من يبتعد عن القريه يحمله معه وخصوصا القناصه الذاهبين الى الجبال كما يحمله البدو الرحل ونسائهم وهو مرافق ملازم لكل من يبتعد عن موارد المياه * (القربه) وهي وعاء جلدي يصنع من جلد الاغنام العاديه لحفظ ونقل الماء وتبريد خصوصا اذا اصبحت قديمه وباء لونها يتغير الى اللون الاخضر ولهذا فانها تكون عرضه للخرق والتشقق ويتم وضع شول من الماء فيها خوف من ان تنفجر بسبب تقل الماء والماء المبرد منها يكون لذيذا جدا الى درجه انك قد تظنه مختلف عن المياه التي تشربها وكان بعض الاباء حتى بعد ان تكاثرت الثلاجات والمبردات يحرص ان يكون شربه من قربه كهذه- (الوراد) وهو وعاء جلدي يصنع من جلود الابقار ويستعمل لحفظ المياه خصوصا اثناء العزومات والزواجات والاجتماعات الكبيره سواء دينيه او غيرها وفتحة فمه كبيره بحيث يتم استخراج الماء منه بادخال الدن الكبير المصنوع من المعدن الذي يكفي لشرب اربعه او خمسه رجال عطاشا *(الغرب) وهو وعاء لنزح الماء من الابار يستعمل لسقي المزروعات او لملؤ الجوابي في المساجد بالماء حيث انه يستوعب كميه كبيره وايضا (الدلو) وهي لنفس الاستعمال غير انه يستوعب كميه قد لا تزيد عن قلن ونصف او قلنين على الاكثر (الحرورز) يتم تغليف الحروز بالجلد حتى لا يبتل وهي من مكونات المجتمع المتخلف سابقا *(الجفير والزهاب ) الخاص بالسكاكين والسيوف والجنابي حيث يتم تغليفها به لاعطائه تماسكا وقوه ومنظرا وجمالا *(المسبت) الخاص بالباديه المسلحين ومنه نوعين العادي اولا ذوا السيور على شكل حرف اكس من الكتفين وطريقه عمله صعبه ولا بد من عدد من المخابيط حيث يوضع المخباط ويخرز الجلد الثاني عليه وهكذا وعدد فتحات المخابيط عادة ما يكون بحدود 50 فجوه يتم وضع المخابيط وفيها الرصاص فتعطي للمسبت منظرا جميلا ومهيبا ومخيفا ويتم تجميله وتزيينه بالالوان وبعض المواد الحديده المستورده *

*(السير العادي الحزام والسير ابو الكسع الكمر)الذي يحتوي على مخابي وجيوب لها اغطية تفتح وتقفل وقل ان تجد شخصا لا يحمل سير ابو كسعه ولا يحمل سكين بزهاب جلدي فقد كانت من مكملات الشخصيه وتوضع الأحزمة في وسط خاصرة الرجل أو المرأة وكانت الاحزمة التي تستعملها النساء تزين بالمعدن والاحجار الكريمة) المرابط للقفف وتقويه اطراف المناوه وعمل اللجام وسيور الشد للكتب والشده والسروج ومقابظ اللجامات الخاصه بالحمير او الجمال او البغال او الخيول * ((الحقائب النسائيه والملابس والشنط وبوك النقود الذي يحمله غالبيه الناس وكثير من المشغولات الجلديه الحديثه كلها كان لها اساس سابق ولم يتم اختراعها الا ان هذه الصناعات بالتحديد كانت تتم في المدن المكلا وعدن وصنعاء ونواحيها ))* (النسعه ) وهي خيوط من الجلد محبوكه كالحبال يتم وضعها في قصع الاطفال*(روابط القفف ومقويات ومجملات السلق والمناوه و القفف والمسارف) وتصنع من الجلود لتقويتها * (الهداه ) وهي نوعان الاول ثابت وهو سرير الطفل الرضيع وتتكون من قطعة جلد تشد على أربعة قوائم من الخشب ومن أعلى تنصب فوقها ثلاثة قوائم من الخشب معوجه تغطي الهداة على شكل خيمة ، وتعمل في قطعة الجلد المشدود فتحة دائرية صغيرة تسمح بتصريف بول وبراز الطفل الى خارج السرير ( الهداة ) ويوضع بأسفل السرير وعاء لتصب فيه تلك المخلفات كان الاطفال ينامون عراه تقريبا الا من غطاء اثناء البرد وربما تجد تحت المنازل اطفال في سن سنتان وهم يتجولون عراه الاجسام

النوع الثاني السرير المحمول أو المتنقل ( المزب ) وتستعمله الأمهات في البادية خاصة الرواعي منهن وهو قطعة من الجلد تشد على عودين من الأسفل وعودين من الأعلى يخاط بينهما ويصنع له حبل جلدي ليعلق على الكتف . وهناك من الأمهات من تتفنن في تزيين وتجميل ( الهداة ) بالألوان والاصداف والودع وغيره من اشياء تعتقد الأمهات بأنها تطرد عيون الحسد والأنفس كنا في قنصه الى سبيه وفي اخر يوم في خطمة الصفا ونحن نقترب من النزول من شحرة وادي بامترادفين وهو قلت يتجمع فيه الماء ويبقى فتره طويله اذا بنا نرى على الحاجب سواد قادم من بعيد يبدوا في الافق انه انسان متشح بالسواد وبعد حوالي نصف ساع هاو تزيد ونحن معسكرين في المرابي اقترب الانسان واضح انه امراه تحمل على ظهرها مسب وفيه طفلها او طفلتها وعلى الجانب الثاني من الكتف هناك سعن الماء وجراب فيه بعض الماكولات بالتاكيد وعند اقترابها سالت عن شاة ضائعه لها تبحث عنها منذ الصباح وكان الوقت عصر وقد اخبرتنا انها بحثت في واديين أي انها خرت وصعدت الى راس الجبل مرتين فانظر الى هذه القوة والصلابه انهن نساء الماضي الواتي يتغلبن في اعمالهن على رجال اليوم وعذرا لهذا التشبيه الصحيح الواقعي من خلال ما رايته بل ان بعضا منهن يتغلبن على بعض من رجال ذلك الوقت ونحن منهم * كما يقوم اللاسكافي باصلاح كافة المشغولات الجلديه وبطرق مهنيه غاية في الدقه واكثر ما اتعجب منه هو رقع القرب والشكاو والغرب والدلو وما في حكمهم فقد كان اصجاب تلك المواد ياتون بها الى البيت ونضعها في الماء لتليينها حتى ياتي الوالد ما بين صلاة الظهر الى العصر حيث يقوم برقعها ودائما ما كانت القرب تعلم بوضع لب قصب الذره بعد نزع الخوصه منه ويوضع في الخرم او الفجوة المراد رقعها واذا كانت الفجوة صغيره يوضع فيها خوصه وعلى كل حال كان الوصول الى موقع التسريب سهل من خلال وضع قليل من الماء وتتبع الفجوه واصلاح الخلل يتم من خلال وجود جلد قرب قديمه ثم استهلاكها والاستغناء عنها ويتم قص اربع دوائر من الجلد اثنتان من الداخل واثنتان من الخارج ويضع الصانع احدى يديه داخل القربه مهما كان ضيقا والاخرى يعمل بها بحريه ويستعمل المكتب وهو مخرز دقيق ويستعمل ابره كبيره وخيط اشبه بالحثمه ويلفه مع خيط الجلد ويبداء في الخرازه بشكل دائري حتى ينتهي وبعد ذلك يضرب على الرقع بالمرطرقه بقدر محدد ولا يمكن للرقع هان تسرب الماء بعد ذلك انني لو استرسلت في طرق الاصلاح فان الامر سيطول جدا ولكن اجمل كل ذلك بالقول انها مهنه فنيه ذات تقنيه عاليه برغم بدائيتها * لعل من اهم المصنوعات (الأحذية الجلدية ) وقد اشتهرت حضرموت قديما بصناعة النعال الحضرمية، وكما جاء في اخبار السيرة النبوية أن الرسول الرسول صلى الله عليه وسلم لبس النعال الحضرمية *وجاء في النعال الحضرمية أنها (( النعال المخصرة التي تضيق من جانبيها كأنها ناقصة الخصرين كما يقال رجل مبطن أي ضامر البطن وكما قال الشاعر العربي قديما فيها (رأيت ثياب العصب مختلط السدى = بنا وبهم والحضرمي المخصرا( والنعال كانت تصنع للجميع وغالبا ما تصنع من جلود الابقار والجمال واذا كان المجتمع الحضرمي في الوادي بشكل خاص حضر وباديه يمكن ان يستغنون عن عمل كثير من الصناع حدادين او نجارين او غيرهم فيستحيل على أي فرد ان يستغني عن عمل الاسكافي سواء مزارع او من البدو الرحل او اصحاب القصور لان عمله ارتبط بشرب الماء وعمل الاحذيه وللاحذية حديث اكبر فبعض الناس لديهم معوقات في ارجلهم او رجل اكبر من الاخرى او اقصر فلا يمكن حل هذه الاشكاليه الا من خلال اسكافي ماهر يقوم بصنع حذاء تفصيل والاحذية التي يتم صناعتها معمر لانها تصنع من الجلد الخالص لقد احتفضت ببعض المعلومات حول حل بعض المشاكل في الاحذيه اثناء القنيص ففي نفس الرحله التي تكلمت عليها سابقا كان معي الاخ احمد هدار الهدار الذي لم يكن معه سوى حذاء واحد بينما كان معي حذائين استعداد لكل طارئ فانقطع حذائه فاعطيته الحذاء الاحتياطي الذي معي حتى نزلنا الى سفح الجبل فقمت بخياطة الخلل بطريقه تجعل الحذاء صالح للاستعمال عند اللزوم ولعل هذه الحادثه وثقت علاقتي بالاخ احمد الهدار بشكل كبير *ان اشهر حذاء في العالم هو حذاء نبي الله موسي حيث ذكر في القران قال تبارك وتعالى { وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى . إِذْ رَأَى نَارًا فَقَالَ لأََهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى . فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى . إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى . وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى . سورة طـه الآيات 9 ـ 13 }قيل في اسباب طلب خلع الحذاء( أنهما كانتا من جلد حمار ميت)وسبب اخر(كانتا من جلد بقرة ذكية ، ولكنه أمر بخلعهما ليباشر بقدميه الأرض فتصيبه بركة الوادي المقدس ) وسبب اخر(: أن الحذاء من علامة التواضع ولذلك كانت السلف تطوف حفاة ) وسبب اخر(أن موسى (ع) إنما لبس النعل اتقاء من الأنجاس وخوفاً من الحشرات فأمنه الله مما يخاف وأعلمه بطهارة الموضع .. عن أبي مسلم {إنك بالواد المقدس } أي المبارك)والحذاء الاخر هو الذي لبسه المصطفي والذي شرع لنا فيه جواز الصلاه

بالحذاء لحديث المغيرة بن شعبه قال كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم فاهويت لكي انزع خفية فقال دعها فاني ادخلتهما طاهرين فمسح عليهما والمسج كما جاء ايضا في حديث المغيره قال رايت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على الخفين على ظاهرهما ويمسح يوما وليله للمقيم وثلاث ايام بلياليهن للمسافرويجوز الصلاه بالحذاء في كل الاوقات بشرط الطهارة قال رسول الله اذا صلى احدكم فخلع نعليه فلا يوذي بهما احد ليجعلهما بين رجليه او ليصل فيهماوالصلاة في الحذاء من السنة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه، كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي في نعليه [أخرجه البخاري: كتاب الصلاة / باب الصلاة في النعال، ومسلم: كتاب المساجد / باب جواز الصلاة في النعال]، كما أنه أمر الناس أن يصلوا في نعالهم[أخرجه أبو داود: كتاب الصلاة / باب الصلاة في النعل، والحاكم وصححه ووافقه الذهبي 1/280]، ولكن لا يصلي المرء فيهما إلا بعد التأكد من نظافتهما، فينظر فيهما فإن رأي فيهما أذى حكهما بالتراب حتى يزول ثم يصلي فيهما وإن نسي فصلّى بهما وبهما نجاسة فعليه أن يخلعهما إذا علم أو تذكر لحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ بَيْنَمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِأَصْحَابِهِ إِذْ خَلَعَ نَعْلَيْهِ فَوَضَعَهُمَا عَنْ يَسَارِهِ فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ الْقَوْمُ أَلْقَوْا نِعَالَهُمْ فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاتَهُ قَالَ مَا حَمَلَكُمْ عَلَى إِلْقَاءِ نِعَالِكُمْ قَالُوا رَأَيْنَاكَ أَلْقَيْتَ نَعْلَيْكَ فَأَلْقَيْنَا نِعَالَنَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ جِبْرِيلَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَانِي فَأَخْبَرَنِي أَنَّ فِيهِمَا قَذَرًا أَوْ قَالَ أَذًى وَقَالَ إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ إِلَى الْمَسْجِدِ فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ رَأَى فِي نَعْلَيْهِ قَذَرًا أَوْ أَذًى فَلْيَمْسَحْهُ وَلْيُصَلِّ فِيهِمَا) أبو داود650 وصححه الألباني في صحيح أبي داود ولقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن اليهود والنصارى لا يصلون في خفافهم ولا في نعالهم فخالفوهم ) ومن صلى حافيا فلا بأس ؛ لأنه قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلي في بعض الأحيان حافيا لا نعل عليه واذا كان المسجد مفروشا فان الاولى خلعها حذارا من توسيخ الفرش وتنفير المسلمي من السجود عليه.وهذا الباب طويل ويكفي ما اوردناه فيه خوف الاطاله وان كانت فيه فوائد عظيمه * ومن اشهر الاحذيه ايضا حذاء سندريلا الذي جاء في القصه الشهيره وجعل ختامها سعيد للبنت المظلومه بسبب الحذاء وفي عالم السياسة الحصين اقتحم الحذاء تحصيناته كثيراً فبعد أن يسجل الزعيم السوفييتي السابق خريتشوف سابقته في الجمعية العمومية للأمم المتحدة في العام 1960م عندما رفع حذائه على منصته التي كان يتحدث من عليها متحدياً الاستسلام الدولي للتدخل الأمريكي في فيتنام عبر صحفي عراقي حين هوى بفردتي حذائه نحو رأس الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في بغداد وحكم عليه القضاء بالسجن لفترة وخرج منه شهيرا واستمر التعبير بالاحذيه في وجوه السياسيين بعد هذه الحادثه والاخبار توكد ذلك * ان الحاجه للاسكافي في اصلاح الاحذيه او صبغها ضروره فمن منا بلا استثناء لم يذهب يوما ما إلى اسكافي لتصليح او صبغ حذاءه ويضع قدميه على الصندوق الخشبي الموضوع على الأرصفة والشوارع*ولعل القصه الشهير للمثل القائل ( عدت بخفي حنين تصلح ان تكون خاتمه لهذا الموضوع الذي لو اردت ان استرسل فيه لتمكنت من ذلك وقد اضطررت الى الغاء صفحات خوف الاطاله المسرفه وان كنت اقدر معانات من يقراء هذه السلسله بسبب طول محتواها الا انني مستمر بهذا المسعى حتى لو طلب مني التوقف فلم يعد الامر في تصوري موضوع يتم نشره في الموقع بل اصبح الامر بالنسبه لي بمثابة تحدي لجمع مكون استطيع معه ان اشذبه واعدل فيه وازيد وانقص وربما ياتي يوم لكي يجد طريقه للنشر ولدي مخزون من الشعر والقصائد اذا ما جمعت معا فان قوامها سوف يكون كتابا من الحجم الكبير وهو امر فكرت فيه منذ امد بعيد فعذرا لاحبابي فالامر اصبح بمثابة تحدي لي للاستمرار بعيدا عن الراي والراي الاخر اما قصة حنين فهي شهيره (وعدت بخفي حنين ) مثل مشهور يقال لمن ذهب ولم يتوفق في مسعاه يسال بماذا عدت فيقول عدت بخفي حنين وكان اسمه حنين معظمنا سمع عن خُفَّيْ حُنَيْن، فيُقال لمن لم يفز بشيء، ورجع بالخيبة والإخفاق، بأنه عاد بخفي حنين و أصل هذا المثلمن القصه التاليه = يُقال: إنه كان يوجد ببلاد "الحيرة" إسكافي شهير اسمه "حنين".. ذات يوم دخل أعرابي إلى دكانه ليشترى خفين، وأخذ الأعرابي يساوم "حنينا" مساومة شديدة، ويغلظ له فى القول ويسبه ويفحش في سبه حتى غضب حنين، ورفض أن يبيع الخفين للأعرابي؛ فاغتاظ الأعرابي، واتهم حنين بتهم كثيره ثم تركه وانصرف صمم حنين على الانتقام من الأعرابي؛ فأخذ الخفين، وسبق الأعرابي من طريق مختصر، وألقى أحد الخفين فى الطريق، ومشى مسافة، ثم ألقى الخُفّ الآخر، واختبأ ليرى ما سيفعله الأعرابي فوجئ الأعرابي بالخف الأول على الأرض فأمسكه وقال لنفسه ما أشبه هذا الخُف بالخف الذي كنت أريد أن أشتريه من الملعون حنين ولو كان معه الخف الآخر لأخذتهما لكن هذا وحده لا نفع في ثم رماه على الأرض ومضى في طريقه فعثر على الخف الآخر فندم لأنه لم يأخذ الأول وعاد ليأخذه وترك راحلته بلا حارس فتسلل حنين إلى الراحلة وأخذها بما عليها فلما عاد الأعرابي بالخفين لم يجد الراحلة وبحث عنها اياما فلم يفلح فرجع إلى قومه ولما سألوه بماذا عدت من سفرك(أجاب: عدت بخفي حنين)

ختاما فان الجلد من اهم مكونات الجسم وقد نزلت فيه العديد من الايات كما في الايه رقم (20و21و22 من سورة فصلت+23 من سورة الزمر+20 من سورة الحج+ و80 من سورة النحل * ان نضج جلود الانعام واستصلاحها لكي تكون مفيده للانسان يتم انضاجها بواسطة الدباغه – اما جلود المشركين والكافرين بالله واياته فان نضجها يتم باصلائها نار كلما نضجت بدلت بغيرها ليذوقو العذاب فهي موقع الاحساس به قال تعالى( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً }النساء56

معيشة ابائناء الجزءالسابع عشر

معيشة ابائنا الجزء السابع عشر
هذه السلسه لابنائنا الذين لم يعايشوا وقتا صعبا شديدا وحياة قاسيه من حيث المعيشه الا انها زاخرة بالورع والتقوى والبر والاحسان والطمانية والرضي والقناعه
الدباغ او الاسكافي ومهنة الدباغه ( الفصل الاول * الموضوع طويل جعلته جزئين)
حسفة على الدباغ ألا ياريت كم واحد غلب = تحزن عليه أماة قلعة والمصانع والغلوب
هذا البيت ليس له علاقة بالدباغه بل هو بيت قاله شاعر في احد الاشخاص المواليين لبن عبدات في انتفاضته وارتباطه باسم الدباغ جعلني استحسن وضعه كمقدمه * ان مهنه الدباغه مهنة معتبره وهي مهنه لا يستغني منها أي فرد سابقا ولا حقا واذا اردنا ان نضع توصيفا قريبا وليس دقيقا لهذه المهنه فانها احد اهم المهن التي مارسها الانسان منذ الخليقه قال تعالى ({فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى }طه121 اذا كان اول رداء للانسان ورق الجنه الا ان الامر اختلف عندما وجد ابونا ادم وامنا حواء وابنائهم من بعدهم انفسهم وهم يواجهون اجواء مختلفه فيها الحرارة والبروده وفيها حركة طلب الرزق والمعيشه لقد خرج ابونا ادم من الجنه بعد ان علمه الله سبحانه كل ما يتعلق بحياته واستمراريتها مصداق للاية الكريمه ({وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31 ) اذا فقد كان ابونا ادم عالما بصيد الحيوان وتهيئة الجلود لكي تكون من اساسيات معيشته وبما ان العمل كان من واجبات ابونا ادم مصداقا للايه الكريمه {فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى }117طه لذلك استوجب الامر ان يصيد الحيوانت لياكل من لحومها ويستعمل شحومها في احتياجاته ويستفيد من جلودها كملابس واحذيه تقيه برد الشتاء ووعورة الارض والجبال وقد قال المولي {وَاللّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَناً وَجَعَلَ لَكُم مِّن جُلُودِ الأَنْعَامِ بُيُوتاً تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثاً وَمَتَاعاً إِلَى حِينٍ }النحل80 ان تعامل الدباغ مع الجلد * والجلد من اهم مكونات البشر والحيوانات وقد يبلى أي جزء من اجزاء البشر والحيوان بل وحتى النبات والفواكه اذا جرد من جلده او قشرته او لحائه وانظر الى حركه الاكسده التي تصيب الفواكه اذا جردت من قشورها او الاشجار اذا جردت من لحائها وقد قال المتنبي( يظل المرؤ ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء) وقد وردت ايات كثيره في القران الكريم في الجلود تاكيد على اهميته في الحياه * ويطلق على من يمارس هذه المهنه اسم الدباغ او الاسكافي ان من بركة هذه المهنه ان دخلت في التشريع الاسلامي من اوسع ابوابه وحللت حراما والامر الذي نعرفه ان الانسان يقوم احيانا بعمل يجعل الحلال حرام كما قال المولي ({وَمِن ثَمَرَاتِ النَّخِيلِ وَالأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَراً وَرِزْقاً حَسَناً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }النحل67 الا ان الدباغه قد احلت حراما فقد جاء في التشريع ان جلد الميته يطهر بالدباعه ومنها جلود الحيونات التى لا توكل بل وحتى جلود ميتة الكلب والخنزير على خلاف فقهي بين الفقهاء في ذلك * وقد اكد هذا قول المصطفي صلوات الله عليه * عن ميمونة رضي الله تعالى عنها قالت: (مر النبي صلى الله عليه وسلم بشاة يجرونها، فقال: لو أخذتم إهابها؟ فقالوا: إنها ميتة، فقال: يطهرها الماء والقرظ) أخرجه أبو داود والنسائي * كما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : أيما إهاب – أي جلد – دبغ فقد طهر ، ولذلك ذهب غير واحد من العلماء إلى أن الدباغة تطهر جميع الجلود حتى جلد الخنزير لأن النبي لم يخص جلدا دون جلد ، ولأن الدباغة تطهر جلود الميتة التي لا يحل أكلها ، والخنزير كذلك ، وقد ذهب بعضهم بالقول (وعليه فلا مانع من لبس الأردية والألبسة المصنوعة من جلد الخنزير لانها لا تصنع منه الا بعد الدباغه ) وفي هذا اقوال تعارضه وفي حديث اخر مر رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجال من قريش يجرون شاة لهم مثل الحمار ( فقال النبي صلى الله عليه وسلم * لو أخذتم إهابها فقالوا - إنها ميتة . فقال يطهر الماء والقرظ ) فأحال تطهيره على الماء والقرظ ، ولأن جلد الميتة أغلظ تنجيسا والماء أقوى تطهيرا فكان استعماله فيه أخص وهذا احد المذاهب * ان كثير منا يدركون بان القران اول ما انزل كتب على جريد النخيل وجلود الحيوانات وكان الجلد اكثر ثباتا وحفظا وقد استمر استعمال الجلد في الكتابه لفتره طويله جدا وتبادل الملوك والروساء الرسائل والخاطبات باستخدام الجلود الرقيقه والكتابه عليها ولفها وكان استعمال الورق شائعا لدى المصريين فقد كتبوا ورسمو على اوراق نبات البردي الذي ينبت على ضفاف النيل وهذا يدحض القول الشائع بان الصينيون هم من صنع الورق *
اما عن مهنة الدباغه فانها شاقه وصعبه وتحتاج الى شده وقوه عضليه ومهاره وصبر وتحمل لروائح كريهه لا بد منها لانضاج الجلود كما يحصل في انضاج الخل وكافة انواع التخمير لكل المواد ولذلك لا يستطع ان يمارسها الا من اتصف بهذه الصفاة خصوصا ان كل مرحله من مراحلها تستوجب حضور بعض او كل الصفاه المذكوره لقد امتهن هذا العمل الكثير من الشخصيات الهامه في المجتمعات لما لها من اهميه على حياة الفرد ومعيشته ابتداء من ابونا ادم الى ابنائه الى كل من امتلك اغناما وجد انه لابد من الاستفادة القصوى من لحومها واصوافها وشحومها وكل مخرجاتها وخاصه الجلود ومنهم عائلات شهيره موسره من خلال امتهانهم لهذه المهنه التي جرت عليهم الغنى وفي الدول الصناعية فان هذه المهنه اصبحت تجارة رائجه يعمل فيها الملايين من البشر ويتم تصدير منتوجاتها لكل الدول
ومن المشاهيرسابقا الامام محمد بن عبدالله الاسكافي المتوفى سنة 240 و الشيخ أبو جعفر الإسكافي * وهناك كثيرون ان ذكرناهم اطلنا. كما أن مهنة الأقزام السبعة في قصص الاطفال الشهيره كانت صناعة الأحذية * وفي عينات التي نحن بصدد توضيح معيشة ابائنا فيها فقد مارس هذه المهنه العديد من الاسر والافراد وهي مهنه استمرت فتره طويله وبدات تضمحل منذ الستينات حتى قاربت على الاندثار بالنسبه لدباغة الجلود بمعني ان اساس المهنه وهي الدباغه ووجود مدابغ قد اندثر وان كان البعض يقوم بعمل فرعي منها في اصلاح بعض المشغولات الجلديه الى وقتنا الحاضر ان كل من سنذكرهم من الاسكافيين قد توفي الى رحمه الله ولهذا فاننا نترحم عليهم ونطلب من الله ان يغفر لهم ويرحمهم واذا ذكرنا شخص يعيش بيننا فسنقول اطال الله بعمره اولا * ال قندل - عوض وعبيد وجمعان وفرج وعلي ابناء خميس قندل رحمهم الله حيث قدموا من خارج عينات كدلالين واظن انهم اصطدموا مع الاسر التي تمارس الدلاله فلم يتمكنوا من ذلك فاتجهوا الى مهنة الدباغه وقد اخبرني من هو اكبر سنا مني بانهم كانو يمارسونها مجموعين كاخوه في المدبغه بالنويدرة وهي خرابه حاليا وربما تعود ملكيتها لهم وهم - عوض خميس مارسها لفترة ثم تركها ومارس مهنه التجارة ثم مارسها ابنائه حمد رحمه الله ومبارك في عينات ومحمد رحمه الله في الشحر وكانو من تجار الجمله ولا زال الاخ مبارك قندل وابنائهم وكذلك على احمد قندل اطال الله اعمارهم معروفين بمهنة التجارة وامامة مسجد عمر بن حسين وكذلك كان والدهم عوض خميس - مبارك سافر الى افريقيا وعاد منها * وقد غادر عبيد خميس الى السواحل وتوفي فيها و فرج خميس ربما غادر للسواحل وقد مارس ابنه احمد فرج المهنه وحملها معه الى عدن التي استقر بها واصبح المسئول الاول عن مصنع الجلود في عدن وتوفي قريبا رحمه الله اما جمعان وابنائه محفوط رحمه الله *وعلي اطال الله بعمره سافرو الى السواحل ولا اعرف عنهم شيئ ايضا لا اعرف شيئا عن علي خميس الا ان ابنه عبيد علي رحمه الله امتهن ذبح الاغنام وبيعها ايضا مارس والدي كرامه عوض بن عبيد بن عبد وعبد هود سنجل رحمهم الله المهنه في نفس المدبغه وكان والدي وعبد هود سنجل رحمهم الله يعملون اجراء عند الاخوه ال قندل في مدبغتهم قال لي والدي ان عبيد خميس هو من علمه تلك المهنه واستمروا فيها الى الستينات ثم اهملوها كان والدي يمارس ايضا مهنه الحماله وتجارة التجزئة للملابس والاواني واللخم والبغزيز والحنيد وصنع الرشب ولا بد ان يكون عبد هود سنجل قد مارس عدة مهن لان المهنه الواحده لم تكن كافية لاطعام اسره كبيره العجيب انه لم يطلق اسم الدباغ تاسيسا على أي شخص عمل في المهنه الا من باب اللقب المؤقت كما كانت عادة العرب باطلاق اسم المهنه على اسم العائله ومن تلك المهن السقاف والحداد والنجار والدباغ والصبان والمعمر والحجار وغيرها كثير * ال بن عبد ايضا مارسو هذه المهنه في قسم ولا اعرف هل تعلموها من عينات او من موقع اخر ايضا مارس المهنه الاخوه علي وعوض ابناء محمد عمره رحمهم الله وقد نقلها علي عمره وابنائه معهم الى المكلا حيث استقروا واعتقد ان بعض ابنائه لا زالوا يمارسون صناعه الا حذيه بواسطة الجلود المستورده اما عوض عمره فقد مارسها في عينات والمكلا وابنه رجب اطال الله بعمره سافر للكويت وعندما عاد بسبب الغزو فتح دكان والده في المكلا وذهب مذهب ابن عمه الا انه تركها وعاد الى عينات حاليا يمارس الابن محمد عمرة صناعه الاحذية والسيور بمهنية عاليه وصناعته جيده ننصح بالشراء منه ايضا مارس المهنه ال عنبر/ مبارك ورمضان سعيد عنبر ومحمد عبيد عنبر رحمهم الله استمر عليها مبارك سعيد ومارس معها مهنه الحماله والعناية بمسجد الفقيه والسناوه فيه والاهتمام بسوره اما رمضان سعيد فقد غارد الى السواحل وعاد ومارس مهنه الحماله ومحمد عنبر غادر للكويت * ايضا سالم عمر باجبير رحمه الله مارسها وكانت صنعته جيده وقويه لا زلت اذكر له حادثه وهو يحاول اقناع بدوي بشراء بعض القرب منه وقد اتي بمجموعه منها وهي ممتلئة بالهواء ومقفله من افواهها موكاه يقولون لهذا الامر ( الوكاء وللقربه وكها) وقد وضع القرب واحده بعد الاخرى على الدكه التي يضع عليه عمر قندل فواكهه وخضاره بالسوق وقام يلطم القرب بكل ما اوتي من قوه والقرب الخليه تتحمل الضرب وتصمد لهذا الاختبار العنيف وكان قوي البينه ابيض اللون قصيرا في طول ابنه علي اطال الله عمره وقد نجح بهذه الطريقه في اقناع البدوى بالشراء منه ايضا العم سعيد علي باجبير اطال الله بعمره مارس المهنه ثم تركها بعد ان كبر في السن ولديهم متجر ومنجرة واولاده واحفاده من الاذكياء ومن المهنيين الذين لهم معرفه في كثير من الامور وحاليا يمارس ابنه علي فرع من المهنه في اصلاح وترميم المشغولات الجلديه وضربته فنيه جيده ويقوم باصلاح العديد من المواد الجلدية ومنها الشناط وهو فني بارع جدا * وباستثناء من ذكرناهم فلا علم لي بغيرهم ولم يمارس الابناء هذه المهنه بسبب انحسار الضوء عنها وعدم الاهتمام بها وانفتاح طريق السفر وتوفر البدائل فاندثرت تماما وربما تمارس مهنه اصلاح الاحذيه في بعض الاسر الاخرى دون ان تكون الاسره مرتبطه بهذا العمل سابقا اذن فان هذه المهنه قد عمل بها في عينات 14 فرد واسره ذكرنا هم وربما هناك من لم نذكرهم وفي هذا دلاله عظيمه على جحم ومكانه عينات التي استوعبت هذه الاعداد في مهنه واحده فقط وهي مهنه الدباغه او الاسكافي ولا شك ان حجم مخرجات هذه الصناعه كبير جدا اذا عرفنا ان الحوظ الواحد في الدبغه قد يحتوي على ما بين 25 الى 30 جلد فاذا ضرب هذا العدد في عدد المرات التي يقوم فيها الاسكافي بالدباغه في عام واحد سيتضح حجم الانتاج * وللاسف الشديد فانه لم تتوفر الفرصه لي لممارسة هذا العمل الذي ربما لو مارسته لاختلفت كل طرق ومسيرة حياتي ولكنها ارادة الله ومقاديره وسننه ان ابنائي في بعض الاحيان اذا ذكر عمل الوالد رحمه الله ربما الحظ منهم نظرة تعجب وربما رافقها عدم رغبه في ذكر هذا الموضوع او تافف واشمئزاز ظنا منهم ان في العمل ما يشينه وبرغم سفري وبعدي الطويل عنهم الا انني احاول عند قربي منهم ان ازرع فيهم المثل واحترام الجميع وعدم الحكم على الناس من خلال اعمالهم او قدرتهم الماليه وان يقدرون من يرون انه اقل منهم مالا او علما او مكانه اجتماعيه لان مكانة الانسان الاجتماعيه في رايي تتمثل في قول المولي عز وجل {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ }الحجرات13) وكما قال الشاعر ( لا تقل اصلي وفصلي يافتى * انما اصل الفتي ما قد حصل ) ولذلك احرص على القول لهم اذا ما حاول شخص ان يهينكم من خلال عمل جدكم ظنا منه ان في ذلك العمل ما يشينه فقولو له ماهي مهنة والدك ومن اين يطعمكم * اما نحن فان جدنا رحمه الله قد القى في افواه اسرته اللقمه الحلال حيث كان يعمل في عدة مهن ونحن واثقين من اننا تربينا على مال حلال** للاسف الشديد هناك تفكير عاجز من المجتمع حول العمل ودور كل فرد فيه وبالنسبه لي من يعمل خير مما لا يعمل مهما كان اصله او فصله او طبقته*ان من اسباب اندثار هذه المهنه من عينات في تصوري يعود اولا للاختلال الذي حصل في تحرك ابناء الباديه حيث اصبحوا قادرين على الذهاب بامان الى كل المدن والقرى دون خوف من ثار او تربص اوخوف سرقه او تقطع وهذا امر يعود الفضل فيه لحكم شديد رسخ الامن بين الناس وضرب بيد من حديد على الافكار الباليه في الثار وارتكاب الجرائم – اضافه الى انفتاح طرق السفر لدول الخليج وخصوصا الكويت التي استوعبت كثير من ابناء عينات على وجه الخصوص ولعل الجهل بمرامي العمل والانتاج ودور المجتمع في تقييم الناس وفقا للمهن احد اهم المنفرات خصوصا ان مهنه الدباغه كانت من المهن التي ينبعث منها روائح التخمير للجلود ونقول عنها ريحه خامه وينسى كل افراد الجتمع وقتها ان جميع بيوتنا كانت تنبعث منها روائح خامه من المخاويل اوالزولي أي الطهارات في المنازل وانه كلما كان الفرد موسر وغنيا ولا يمارس هو ولا اسرته اعمالا خارج البيت فان مخرجاتهم من الغائط كثيره وذات رائحه نفادة و كبيره بسبب اختلاف وتنوع الوجبات الغذائيه ايضا فان الذي يانف سابقا من عمل ما ومنها عمل الدباغ بسبب الروائح فانه بعد حين سيجد نفسه مجبرا على شرب الماء من قربه وضعت في السفيح وخرجت منها تلك الرائحه والقربه العاديه الجديده تكون المياه فيها ممزوجه برائحه وطعم القرض والصيفة والسليط لمدة طويله ومع ذلك يقوم الجميع بالشرب منها ربما كان هذا احد اهم الاسباب في تصوري وللاسف الشدبد فان اغلب الصناعات الجلديه التي نشاءت في الدول الصناعيه في الخمسينات ومنها ماركات شهيره كالبوما والاديداس وكثير من الماركات الشهيره للملابس الجلديه وغيرها من مصانع الاحذيه والاحزمه والشناط وكافة المتعلقات الجلديه كلها بدات في مدابغ ومصانع صغيره فرديه تطورت الى ان اصبحت امبروطوريات ماليه يديرها مليارديرات ويعمل فيها عشرات الالوف ان التافف من العمل هاجس شيطاني ومذهب شد شعوبنا العربية الى ادنى درجات الضعف والوهن * والجلود المدبوغه مادة متينة ومرنة تصنع من جلود الحيوانات كافة ، وتعد الابقار المصدر الرئيسي لها بينما تمثل جلود الغزال والماعز والغنم مصدرا آخر مهما للجلود، وهي ذات استخدام واسع وتصنع بعض الجلود المدبوغة المميزة من جلود التماسيح وسمك القرش والثعابين والثعالب وغيرها ، وتسمى عملية تحويل جلد الحيوان إلى منتج مفيد ( بالدباغة )تبدا فكرة الحصول على مقتنى جلدي مدبوغ منذ العزم على ذبح راس غنم بسب بدخول شهر رمضان للربط او لعيد الحجه او عند الولادة او عند حفلات الزواجات * واكل اللحوم بعينات لا يتم الا في مواسم متفرقه وبعيده المنال بالنسبه للبسطاء اصحاب الدخول القليله واغلب ابناء عينات من هذه الفئة * ولهذا فان اختيار الذباح امر في غاية الاهمية فعلى قدرته في سلخ الديم الجلد تتحقق الرغبه في الحصول على قربه او سعن او شكوه اما اذا كان الذباح غير جيد فان الديم الذي يخرج من بين يديه يوجه اتجاه اخر بسبب ما الحقه به من اذى ولهذا ايضا فان شهادة الخبرة والسرعه والقدره للذباح تعطي من الدباغ الذي يكتشف عيوب الديم اما قبل الدباغه او بعدها وكثيرا ما تجد القربه الجديده وقبل استعمالها وفيها اربع الى خمس رقع * ان الذباح الماهر هو الذي لا يستعمل شفرته الحادة كثيرا في سلخ الجلد بل يعتمد على دحس الجلد بيده العاريه ويستعمل في ذلك غالبا قبضة اليد المضمومه اما السكين او الشفره فلا يلجاء لها الا اذا شردت منه البشره وهي الحمه الملتصقه بجنب الذبيحه ومن العيب على الذباح ان يبقي في الديم بقايا البشره (أي اللحم )هنا يتدخل الذباح بشفرته وهنا تبرزمهنيته العاليه ولهذا فان في عينات تقييم للذباحين من حيث الاجاده والسرعه – تعلمت الذباحه شخصيا على يد جدي سالم عمر باجبير رحمه الله الذي كنت في احدى سفراتي التي وافقت شهر رمضان اساعده منذ شروق الشمس في ذبح اغنام الربط الذي كان يشرف عليه وقد فاجئني في يوم ما ان مسك راس الغنم ووجهه الوجهه المناسبه واعطاني الشفره الحاده وقال لي اذبح في هذا الموضع واشر لي على الموضع وقال لا ترفع السكين الا بعد ان اخبرك وعلمني ماذا اقول وقد قمت بالمهمه على احسن وجه - وبدات اذبح معه وفي منزلي لفتره طويله كلما تهيئت لي الظروف وهي قضيه يجب على كل فرد ان يتعلمها فلا تعلم متى تجد نفسك في موقف يتطلب ذكاة راس غنم فاذا لم تكن لديك معرفة بالذبح او لم تكن لديك شفره حادة كما كان ابائنا يحملونها ليلا نهار فسوف يكون راس الغنم المشرف على الموت لاي سبب ( فيته ) أي يفوت عليك ويصبح ميته لا يحل لك اكل لحمها وكثير ما تتعرض الاغنام الى حودث تقربها للموت وتنظر اليك ولسان حالها يقول حللني بالذبح فانا حل لك من المولى سبحانه * يتم بعد سلخ الجلد مباشرة وضع عيدان من سعف النخيل داخل الديم بين اليدين والرجلين وفي المنتصف بحيث يكون الديم مشبوحا أي مزرور ( وكلمة مشبوح التي نطلقها في بعض الاحيان على بعض الاشخاص الذين نرى فيهم انفه او سكوت مع رفع الراس والصمت فنقول عن هذا الشخص انه مشبوح ) جائت من هذا المصطلح- وبعدها يعلق الديم في الجدار حتى يتخلله الهواء فلا يتعفن وينشف الى حد اليباس ايضا يمكن استعمال الديم بعد السلخ مباشره في حاله الرغبة في شبح طاسة او هاجر او مرواس او مرفع او طار وهي المواد الخاصه بالالعاب الشعبيه والافراح فيتم مباشرة شباحتها في الاطار الخاص بها ثم تترك لتجف وبعدها يتم حلاقة شعر الجلد منها بواسطة موس حلاقة عادية كما تحلق اللحية ( كثيرا ما يتم صنع طاسة صغيره للاطفال اذا كان الديم قد الحق به اذى كثير ويتم عملها على صحن مقعر قديم ولهذا فان على اهل البيت ان يتحملو الصور بتشديد الصاد والازعاج من الاطفال الذين يستمرون في فقع نغمات البرع والطياله ومن هنا فان فقع البرع في عينات يقوم به كثيرون من اهلها بسبب تمرسهم وممارستهم له اثناء الطفوله *لقد مارس اغلب الصناع هذه المهنه في منازلهم اما لكونها منازل واسعه او لعدم امكانيه اقامه المدبغه في اماكن منفصله باستثناء البعض ممن كانوا يعملون في مدبغه منفصله عن منازلهم ومنها مدبغه ال قندل ثم والدي وعبد هود سنجل رحمهم الله والتي كانت في منزل اصبح خرابه لا زالت قائمه قرب منزل الخال ابو مسلم عبيد مبارك بامقيشم رحمه الله القديم بالنويدره واذكر انه اذا حان موعد الغلقه في المراحل الاولى وهي موعد تدحيق الجلود أي غلقها اوالدوس عليها بالارجل في اوقات محدده قد تكون لثلاث او اربع مرات كل مره قد تستغرق من ربع الى نصف ساعه حسب العدد وفي هذه الحاله فان الروائح المتكونه من التخمر تكون شديده وعلى الصانع ان يتلثم او يضع في انفه عائقا وقبل ذلك وحتى يمنعون الرائحه القويه عن الجيران فان تحت المدبغه تنكه قاز خاليه يتم رشن النار فيها ثم ياتون بقطعة قماش باليه ويرشونها بالماء حتى لا تلتهب ويضعونها في الجمر فتحترق وتعمل دخانا كثيفا ومع الدخان هناك رائحه الحريق الذي يختلط برائحه التخمر فتقل الخمامه بشكل كبير- ولابد ان تكون في كل مدبغه عدة (سفح) وهي الاواني المصنوعه من الطين وعلى حسب قدرة الصانع فقد يكون بها ما بين3 الى 5 سفح او اكثر و المرحله الاولى في الدباغه تتلخص في غمر الجلود في الازيار او الجرار الخزفيه الكبيره التي نطلق على واحدها اسم ( سفيح ) حيث يتسع السفيح مابين 25 الى 30 ديم ويقوم الماء والملح وسائل العشرالابيض بتخليص الجلود من بقايا قطع اللحم والشحم والدم العالقه فيه وهذه المرحله هي المرحله التي ينتج عنها روائح كريهه بسبب تفاعل تلك المواد مع الجلد ومحتوياته * وبعد ايام تبداء المرحله الثانيه تتلخص في رفع الجلود من الاواني السابقه الى احواظ اخرى مملوئه بالماء والقرض وغمر الجلود وبعد أيام معدودة تنقل هذه الجلود و قد ذهبت بعض رائحتها إلى محلول آخر بعد دعسها بالأرجل لمدة ربع الى نصف ساعة يوميا و تسمى هذه العملية بالنفس الأولى ، أما النفس الثانية فتتم بعد أن يتخلص الصانع مما تبقى من الشحوم و آثار القرض وذلك بغمر الجلود مرة ثانية في محلول الماء و القرض و لكن هذه المرة لمدة أسبوع و تزاد كمية القرض كي يغلظ الجلد و يزداد سمكه ، بعد أن يخرج الجلد من هذه المرحلة يكون التعامل معه سهلا فقد أصبح نظيفا طاهرا ذا رائحة مقبولة ، يأخذه حيث توضع في الماء فقط لتنظيفها مما علق بها وفي فترة ما بين تلك االمراحل يتم استخراجها من الحوض الذي هو السفيح ويقوم الصانع بوضع الديم على خشبة طويله يسندها الى الجدار ثم بواسطه سيف غير حاد يقوم بسحت الجلد او كشطه حيث يتساقط الشعر الموجود في الديم بسهوله ويسر بعد الانتهاء من تلك العمليات يتم التعامل معها حسب الاستعمالات المطلوبه وبعضها تحتاج الى وضعها في الصيفه لفتره محدده ثم تكون جاهزه * وبالنسبه لعمل القرب او الوراد او السعون او الشنن او الدلاء - تعقب مرحله الدباغه مرحلة اخرى وهي مرحلة الخرازه- ان دباغه الجلد واحده الا ان الصانع لديه دمان او جلود يحتاجها في صناعة الاحذيه او السيور او غيرها من المتعلقات الجلديه ولذلك فان عدد من الدمان يكون مفريا ويتم بعد دبغه شباحة الجلد في الريم او السطح حتى يجف ويراعي الصانع ان يدهنه بالصيفة لاكتساب المرورمه اولا واللون ثانيا – وقبل البدء في عملية الدباغه لا بد من توفير بعض المتطلبات وكما يلي * اولا- يتم شراء القرض و مادة القرض هي نبات عشبي ينبت في وديان وادي حضرموت بكثره في السابق ولا زال وهو من المواد المطلوبه للدباغه وهي عباره عن اوراق لنبته توجد في اعالي الوديان يعرفها افراد الباديه فيجمعونها ويبيعونها بالجواني لمن يطلبها وهي معروفه منذ ازمان سحيقه وقد ورد ذكرها على لسان رسولنا صلى الله عليه وسلم حيث قال( يطهرها الماء والقرض )و تشبه إلى حد كبير ـ بعد طحنها ـ أوراق السدر المطحونة أو ما يسمى بالغسة أو اللين الا ان رائحتها مميزة ، و تباع بأسعار مناسبة نوعا ما وتدخل نبتة القرض في الاستخدامات الطبية الشعبيه والادوية والامر يطول في تعداد منافعه حتى انه قد قيل فيه مثل حيث يقولون ( بلد فيه قرض ما فيه مرض )ونبتته عباره عن اغصان كبيره وهو يحتاج اليه لكي يكون مرظوظا وليس مدقوقا حتى لا يكون ناعما ولا خشنا ولهذا فان كل صانع لديه موقع لدق ورض القرض غالبا ما يكون في الجبل حيث يبحث عن صخره محفورة طبيعيا لتكون كالمنحاز ليس لها قعر طويل ولديه مطرقه كبيره من الخشب لها يد طويله ويضع القرض في الحوض الصخري ويقوم بالخبط عليه بقوة ولا تسمع غير كلمه ( حه) كلما هبطت المطرقه من قوه الضربه واحيانا يغنون مواويل حتى تساعدهم على قضاء الوقت – يقال ان احد الدباغين كان يجمع ما يزيد عن حاجته من المال ويضعها تحت الحصاة التي يرض القرظ عليها ويقول على شكل موال ( مية ** قاصر عشره *** تحت ** الحجره **) ويردد البيت فسمعه احد السرق الطماعين فتحقق من الامر ووجد المبلغ بالفعل تجت الحجرة فسرقه- افتقد الصانع المبلغ فغير من قوله اثناء العمل فاصبح يردد ( لو خلاها *** كملناها***) فسمعه السارق الطماع فطمع بالعشره التي تكمل المائة فارجع التسعين في انتظار ان يكملها الصانع فياخذها مائه - وجد الصانع التسعين الخاصه به فاخذها وحمد الله ثم غير مواله الى ( من باه كله *** فاته كله *** ) وهذا المذهب ذهب اليه شخص نام فحلم ان غني يعطيه تسعون درهما فرفض ان يستلم الا مائه فانتبه من النوم فلم يجد معه شيئا فعاد الى النوم وهو يقول هاتها تسعه وتسعون * وعود على موضوع الاشمئزاز والانفه الزائفه من ممارسة بعض الاعمال ومنها الدباغه وهو امر قديم جدا فقد كال (من الكيل) احدهم قولا يذ م فيه اهل اليمن فقال هم مابين ناسج بر و دابغ جلد وسائس قرد و راكب عرد دل عليهم هدهد و أغرقتهم فأرة وملكتهم امراه انظر اليه وقد ذم كل وسائل الانتاج وذهب الى دلالة الهدهد عليهم ولم يذهب الى رحمة الله بهم عندما دل عليهم الهدهد فدخلو في دين الله ولم ينظر الى انهم بنو السد العظيم باعتبارهم من العظام الذين يبنون وان الهدم حصل بسبب الاختلاف كما اتهمهم بان امراه ملكتهم ولم ينظر الى الحكمه في طاعتهم للحاكم حتى لو كان امراه وبين رغبه الحاكم في استشارتهم حتى لو كانو طائعين له برغم قوتهم وجبروتهم * ان هذا المذهب والاندفاع اليه هو ما اوجد الوهن في الشعوب العربيه حين استكانت دون عمل او انتاج قال تعالى (قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْراً حَتَّى تَشْهَدُونِ{32} قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ{33 النمل *

معيشة ابائناء الجزء السادس عشر

معيشة ابائنا الجزء السادس عشر
هذه السلسه لابنائنا الذين لم يعايشوا وقتا صعبا شديدا وحياة قاسيه من حيث المعيشه الا انها زاخرة بالورع والتقوى والبر والاحسان والطمانية والرضي والقناعه وانني من واقع المصداقيه ورغبه في طرح المعلومه والاضافه عليها ادعو كل من لديه اضافات ان يتكرم بالاضافه وله الشكر ومن يشكك في بعض التفاصيل فانني اقول * ان ما نسطره هو مما رايناه بالعين اوماقرائناه من كتب او ما سمعناه من السن الاخرين فاذا تعلق الامر بما رايناه فسوف نجادل بهدوء ومنطق وموضوعيه واذا تعلق الامر بما قراءناه فسوف نحيل المشكك الى الكتاب الذي استقينا منه المعلوم اما اذا كانت المعلومه مما سمعناه فان الامر عندها يتسع وليس لنا هدف سوى وضع المعلومه والتحقق من صحتها والله ولي التوفيق

************************************************** ******
لقد كان من المفروض ان انهي موضوع عن دراسة البنات الا انني بعد قراءته بتمعن حين توفرت لي الفرصة وجدت انه فقير بالمعلومه وان اغلبه خطاب موجه بسبب الحرص على عدم ذكر ما يختص ببعض الفواضل من معلمات الجيل السابق ابعاد لي عن اية اعتراضات ربما ستحصل لذلك سوف ابقيه على رف الانتظار واسعى الى البحث عن معلومات لاضافتها تاخذ صفة العمومية وحتى ذلك الحين فسوف اتابع ما تبقى من المهن في عينات للانتقال الى جانب اخر من جوانب المجتمع القديم في عينات *****
************************************************** **************
وسائل النقل والطرق
لقد كانت الطرق المتجهه الى الغرب ناحية تريم اوللشمال ناحية قسم او للجنوب ناحية وادي عينات – طرق شديدة الوعوره فطريق الشحر عبر عقبة عينات بوادي الغدير التي يستعملها اهل الباديه شاقه وصعبه وتستغرق الرحله مشيا للراجل المستعجل حوالي 9 ايام وقد كان المرحوم عبد الحسين شلشل احد الرجال الذين يقومون بهذه الرحله من عينات الى الشحر ويمكن اعتباره اول ساعي بريد لانه لا يمكن ان يحمل معه اكثر من زواده وسلاحه وبعض الرسائل وربما الاموال (كان واسرته من سكان عينات يسكنون حاليا بالشحر) اما على الجمال فربما قاربت من الشهر* بعض المحققين يقولون ان الرحله تستغرق حوالي 10 ايام – معلومه هامه لقد تم من قبل السلطات الحاكمه احصاء اكثر من ثلاثة وخمسون الف جمل تخرج من المكلا متوجهه الى حضرموت سنويا ومن الشحر حوالي اثنان وثلاثون الف جمل كلها محمله بالمواد الغذائية والضروريات لاهل الداخل (هذه الجمال خاضعه لرسوم النقل والضريبه) يقولون ان جملين من كل عشره تخصص لحمل الغذاء والمئونه والماء للقافله والرحلات يومية باسثناء شهر رمضان وبما ان شبام هي عاصمة السلطنه القعيطية في الوادي فقد ذكر انه يدخلها يوميا حوالي الف جمل من المدن والقرى المحيطه بها ومن صنعاء وعدن ومن الداخل والساحل – اما طريق عينات الى ناحية باعطير والقوز ومشطة فالمسار من ناحية خشم السويحل غربا عبر طريق رملي يتخلله احيانا نخيل و فيه اكواخ على شكل غرف للاستراحه واذكر ان والدي وقد كان يقوم برحله فصليه الى باعطير للقيام باصلاح المشغولات الجلديه لديهم من احذيه وقرب ودلاء وغيرها وقد صدف ان كنت معه ومعنا الوالده عليهم رحمه الله فنزلت علينا مطر شديده وكنا قرب خشم السويحل فلجئنا الى كوخ في مزرعة حتى توقفت المطر وكان معنا حمار اعتقد انني كنت الراكب الوحيد عليه مع المواد الخاصه بعمل الوالد- بعد الخروج من عينات في هذا الاتجاه كانت مربدة ال سويدان هي اخر بناء في عينات ويليها مربده ( سقاية ) صغيره كانت قائمه فى موازاة المدرسه او ابعد قليلا واعتقد ان المربده كانت تحدد حرم عينات بالنسبه للمتقاتلين – لقد كانت الطرق سابقا معموره بمثل هذه المرابد وقد قرات ا ن ال الكاف قامو بعمارة المرابد او اغلبها في الجهه وفي الطريق الى تريم كانت اول مربده قبل وصولنا الى مشارف الديره وللاسف فقد تم هدم المربده واستعملت الحجاره التي بنيت بها لتركين قطع اراضي كما تم هدم اغلب المرابد القديمه التي في عينات ولم نعد نرى واحده ببنائها السابق المميز *اما الطريق الى قسم وتريم فكانت في اتجاه واحد فلا بد لمن يرغب في الذهاب الى تريم ان يتجه عبر الطريق الوحيده التي تمر من النخر ناحية مضلعة شيخ بن احمد حيث توجد المنطقه الوحيده التي يمكن منها المرور الى الجانب الاخر بواسطة السياره وحتى تصل الى المضلعه فلا بد من الغرق والنزول من السياره عدة مرات لدفعها برغم انها من سيارات الدفع الرباعي او من سيارات البد فورد واستعمال (البتره) جمعها ( بتر ) وهي قطعة حديده عرضها 45 سم وطولها متر ونصف تقريبا ولا بد من بترتين او اربع في كل سياره وتستعمل عندما تغرق او تغرز السياره في الرمل حيث يحفر تحت العجلتين او العجال ويتم وضع البتر تحت التواير وتدفع السياره للامام وتنطلق على البتر فاذا كان الركاب سعيدي حظ فان السياره تستمر في السير مسافه طويله حتى يظن السائق ان الارض الذي وقف عليها قويه واما اذا كان حظهم تعسا فان العملية تتكرر مرارا وتكرارا كان هذا وضع الطرق من عينات الى غيرها من المناطق ان الذهاب بالسياره الى بعض مواقع في النخر او الرمله تعتبر مغامره غير محسوبة العواقب بسبب احتمال الغرق في الرمال * كما ان الذهاب الى قسم والناحيه الحدرية كما نطلق عليها والتسميه جائت من الانحدار فاهل تريم يقولون عنا حدره واهل سيئون يقولون عن اهل تريم حدرى و اهل عينات يصفون القرى شمال شرق بحدرى ومن العلامات الداله وانت ذاهب باتجاه قسم كوت الهابي وهو حصن حراسه للعسكر وضع منذ زمن ثم هجر ولا نذكر وجود حاميه عسكريه فيه او قوة من القبائل نذكر انه حصن مهجور ونعتبره مقياس للطريق الى قسم فاذا وصلت كوت الهابي فقد وصلت منتصف الطريق بين عينات وقسم ولانه مهجور فقد كثرت اساطير الجن وام الصبيان الساكنين به ولا بد ان يشعر جسمك بالقشعريره اذا وصلت قرب هذا الكوت وكنت تمشي منفرد او كان مسيرك بالليل - والطريق صلبه الا في بعض المواقع حيث رمال الكثبان المتحركه التي تكثر في تلك المنطقه الكوت تهدم بسبب جرفه من مياة السيل العرم الاخير مع كثير من المربعات او المنازل الصغيره التي كانت تبني في وسط مزارع النخيل في مسيله عينات* يتجه الطريق مرورا حتى الوصول الى عقبة الخون التي كانت شنيعه وطويله من الاتجاهين نزول وصعود وكانت السيارات تتوقف عند المرور بها وقد يستلزم الامر دفع السيارات بالايدي بسبب صعوبتها اضافة الى ان الحاجز المائي و نسميه نهر الخون( كنا نعسكر ونعمل منادر في تلك الاماكن والبعض يستمتع بالسباحه وصيد السلبان وهي نوع من انواع السمك النهري الصغير ) وهذا الماء الجاري عباره عن مياه جوفية اعتقد انها قادمه من معايين جبليه تتواجد في (سويدف والعليا) شعبين من وادي خلف قريه الواسطه عبر الجبل حيث تنبع المياه من اعالي الجبال وتنزل في مجاريها الى ان تصل الى عمق الوادي ثم تختفي كليا واظن انها تظهر في تلك المنطقه حاليا غار الماء ولم نعد نراه وقلت درجه صعوبه العقبه ومما اذكر من الطريق في اتجاه السوم منطقه تسمى الصلاله بتشديد اللام الاولي وفيها ايضا كثير من الرمال الكثبانيه وهي منطقه يصعب السير فيها حتى على الجمل سفينة الصحراء وهناك قول بين الجماله يرددونه اذا وصلوالى تلك المنطقه فهم يقولون مرتجزين ( اذا وصلتو الصلاله ****** ياجماله ) يقولون كلمه نابيه)والذهاب الى تريم يقتضي السفر من الفجر الباكر وربما يكون موعد وصولك الى تريم بعد ثلاث ساعات او اربع حسب التساهيل والسيارات الذاهبه تكون ممتلئه بالناس وربما كان على الشبكه العلويه اكثر ممن هم داخل السياره والعوده تكون بعد العصر ليوائم الدخول قبل اذان المغرب وربما العشاء في مثل هذه الرحله التعسة فان العائد منها يكون مظهره مخيفا مما علق به من اتربة ودخان وتعب وجهد واستمرت تلك المعانات حتى قدر الله للسيد الكاف القيام بعمل الطريق من الشحر الى تريم والطريق من الشحر لم يكن مبلطا بالحصى الرصعه كما قد يتبادر للذهن لان اساس الطريق تهيئة العقاب وتقليل صعوبتها وبناء سدود من الحجاره تشبة الساس الكبير من جهة واحده بحيث استطاعت السيارات من اجتياز تلك العقاب واولها عقبة المعدي اما على الارض او على الجول فان السائق يتبع شاك السائق السابق او يبتدئ بنفسه شاك جديد والشاك كما كما في ظني هو اما تاير السياره او اثر تاير السياره في الطريق الرملي ولذلك نقول اتبع شاك السياره والشاك كلمه انجليزيه ( chalk ) وتعني طبشوره وقد وظفها الشاعر المحضار في احدى اغنياته التي قال فيها (على عينك وعين الحاسد الواشي معــــــــــــــــــا ك * ايوه على عينك * انا مازلت من فوق الثرياء والسمــــــــــــــــــــــا ك *مااعرفك وينك* عجب مالي ارك *تعادينا بلاحجه وتظهـــــــــــــــــر لي عــــــــــــداك * ذا ايش لي جاك * ولي ماعز نفسه في الهوى سيبه وعبر فوقه) الشاك(
ومن تريم الى سيئون قام ال الكاف بتبليط الارض بالرصعه وهي عباره عن حجارة ملساء تصف في الموقع المخصص للطريق بالعرض المطلوب حجارة بجانب الاخرى حتى تثبتها وتدعمها وكانت الطريق تمر من جانب ثبي مرورا بنفس الاتجاة غير انها لم تدخل الى تاربه والذهاب الى سيئون امر صعب المنال فلا بد من النوم في سيئون اذا ذهبت واكثر الرحلات الى سيئون هي في وقت زيارة الحول ايضا يقول المحضار ليلة في الطويلة خير من ألف ليلة * تفضل فضيله ياصاحب الموتر تأن ، يالقرن ياريتك تقع لي وطن ( في احد فصول كتاب سنوات في اليمن لايفاء هيويك تحدثت عن رحله لها من شبام الى سيئون ومن سيئون الى تريم بالسياره مابين 1947-1957 وقد وصفت الرحله بانها شاقه وصعبه وخطيرة تمر السياره عبر طرق رمليه وغرق وتمر في عقاب جبليه وهو امر يدعو للعجب فمن اين كانت طريقهم *- اما الطريق من عينات الى تريم فانه يسير بنفس الاتجاه على ارض شبه صلبه قد تعترضها احيانا معادي او ارض رمليه خاصه قرب قاهر حيث كانت تكثر رمال الاهوية الكثبان وتستمر حتى تصل الى منعطف الجبل مقابل الكوده كانت في ذلك المنعطف جحلتان كبيرتان للماء (سقايه) يتوقف عندها اصحاب السيارات للشرب منها وكنت اعتقد ان اسم الجحيل القريه القريبه بسبب وجود تلك الجحال ومن تلك البقعه تتحول الطريق الى المسيله حيث المعاناة الشديده بسبب الغرق وشاكات او اثار عجلات السيارات ذات الدفع الرباعي حيث تعتقد احيانا ان السياره قد تعلقت بالارض الرمليه ما بين حفر العجلات وتستمر الطريق دون ان تدخل الى الجحيل حتى خشم الجبل الذي تظهر من بعده مدينه تريم مرورا بالميافي والبساتين وحين ترتقي السياره تلك البقعه تسير على ارض صلبه حتى مدينه تريم ثم قامت الدوله برصف طريق عينات تريم بالرصعه فخفت المعاناة كثيرا وتم فتح الطريق الموجود حاليا في وسط المسيله بدلا عن السابق وبعد تهدم مضلعة شيخ بن احمد * و قبل عمل الرصعه فان نقل المرضى مخاطره لا يقدم عليها الكثيرون ولهذا كان الجميع يتجه الى العلاج الشعبي وبعد ان تم عمل الرصعه ابتداء الناس ينقلون مرضاهم الى تريم وسيئون الا ان بعض الحالات التي تعاني من امراض خطيرة فان الطريق تساعد على انهاء حياة المريض وكذلك الامر بالنسبه للحوامل فكثير من الاحيان بسبب الرجفه والدقدقه وعدم استواء الطريق تلد الحامل قبل الوصول الى المستشفى ولا شك ان وجود الاسفلت قد جعل الذهاب الى خارج عينات يتسم بالمتعه واوجد ايضا الكثير من الخطوره لمن لا يعطي للطريق حقها – من اوئل الذين سيروا مركبات البد فورد شخص كما اظن من قسم اسمه يسلم فرج وظني تاسس على اغنيه كنت اسمعها وانا صغير تقول كلماتها ( الله يخلي يسلم فرج * عينات قربها لا تريم – ياشمس شرقي لا تغربين – يقول الرحاله المؤلف دبليو اتش انجرامس في كتاب حضرموت 1934-1935 والذي الفه بعد رحله له الى وادي حضرموت في نفس الفتره واسم الكتاب باللغه الانجليزيه (تقرير حول الحاله في حضرموت سياسيا واجتماعيا واقتصاديا)يقول ان عدد السيارات في حضرموت في تلك الفتره كانت كما يلي المكلا 7-8 منها 3 سيارات للسلطان + 10دراجات ناريه + عربه يجرها حصان وفي تريم 6 سياره ودراجه ناريه ولم يورد تفصيلا وفي سيئون 13 وفي شبام 3 وفي هينن 1 و كان السادة ال الكاف اول من امتلك سياره في تريم وقد فككوا السياره بالمكلا كما هو الامر بالنسبة لكل السيارات في وادي حضرموت في تلك الفتره قبل اصلاح الطرق وحملت على ظهور الجمال يقال ان السياره الواحده يحملها بعد تفكيكها 12 جمل وقد دربوا مهندس من ابناء البلد قام بعد ذلك بتجميع السيارة واوجدو لها طريق توصلهم الى الطوابط الاولى من قصورهم قبل ان يتم بناء عمارات مواقف السيارات بعشرات السنين وهو سبق لاهل اليمن كما ان من اسبقيتهم استعمال الجمال في رفع سله بها اشخاص الى الطوابق العليا من بعض الحصون والقصور وتعرف هذه الخاصيه حاليا بالاسانسير او المصاعد الكهربائيه – ايضا امتلك شيخ بن احمد او الحبيب اول سياره بعينات ولا اذكرها كما امتلك منصب الحامد سياره ايضا قام بقيادتها سالم بن احمد الحامد( الشهير بالكربي) وكان الاطفال يطلقون عليها اسم بليق الصخر والبليق هو علبه حديديه مستطيله لها غطاء تصنع لدى الحدادين وتوضع مع اواني الشاي والقهوه واعتقد ان التسميه جائت بسبب ان السياره كانت مغلقه أي جيب مغلق ( حبه وربع ) ولان الاطفال لم يرو الا السيارات الكبيرة او سيارات اللاندروفر الشراع فقد اطلقو عليها اسم البليق لانها تشبهه ولانهم لم يرو مثلها ( كان احد الاشخاص اعمي منذ ولادته وسقط ذات يوم على ا م راسه فابصر وكان امامه ديكا من الديوك فراه رؤية تامه ثم فقد بصره في الحال فكان اذا جلس مع اخرين وتحدثو عن سياره مثلا قال هل تشبه الديك واذا تحدثو عن جمل قال هل يشبه الديك وهكذا فالعيب ليس في السياره بل في ما لم نراه كاطفال ) واهل حضرموت لهم غرام باطلاق الاسماء على الاشياء فقد اطلقو اسم مونيكا وليلي علوي والهام شاهين كما اطلقو على بعض الاقمشه اسم عين الغشمي وغيرها من التسميات ومن اوائل من السيارات سياره سالم الكبيش- وكرامه الحجار مع عوض ناجي تسمى سيارة الشراكه وحمود بايعقوب(بسيارته الشهيره باليمدا) وتكاثرت السيارات بعد ذلك خصوصا سياره حسن بن شيخ و حسن الحبيب ( منصب عينات ) رحم الله من مات منهم وكان اول شخص يسلم جواز سفره للحكومه ويختار عدم السفر لكي يتجاوز دفع مبلغ 400% رسوم موازنه سالم سعيد بلغير الذي اخرج سياره من الكويت وجمركها بنسبة 100% وكان السائق الاشهر على مستوى المناطق الشرقه لتريم هو باحويرث شخص صغير الجسم له صعروره في راسه نميزه بها شديد الذكاء واسع الحيله اذكر اننا كنا في رحله انا ووالدي ووالدتي باليمدا لشراء اقمشه واوني من اسواق تريم ومن صناعة الجمهورية لبيعها في عينات وعندما وصلنا الى قرب قاهر انفرطت احدى الكرات التي تمسك بمقص السكان في السياره فاصبحت كل عجله من العجلات الاماميه تتجه الى جهه مختلفه وقد هرولت السياره حتى اوقفتها شجرة راك ونزلنا منها في انتظار الفرج الذي جاء بقدوم المغفور له باحويرث رحمه الله وكان يسير بسيارته العتيقه المربطه بالعطير والعطير حبل مصنوع من الخوص يتم ربط البالات والصناديق القادمه من الخارج به فاوقف السيارة وسال عن العطب وبعد ان حدده حفر تحتها وطلب من سائقا لف السكان بقدرما ثم وضع الكره الخاصه بالسكان في موضعها وذهب لسيارته ونزع عنها قطعه من العطير وربط محل الخلل به وقال له هذا الحل سوف يوصلك الى سيئون وابعد ولكن عليك اصلاح العطب في تريم والحاج هام الاختراع فقد اخبرني الاخ سعيد عمر عوض محيور انهم كانو يستعملون الحبال حتى وقت قريب اذا انقطع سير المروحه وبعد كل مسافه كانو يبللونه بالماء حتى يكتسب الشده المطلوبه وابو حضرم حلال المشاكل ايضا اخبرني ايضا ممن امتلك سيارة المرحوم ابو مروان اخبرني الاخ صالح عبيد بامومن انه ركب مع صديقه ابو مروان سالم كرامه محيور رحمه الله ذاهبين الى تريم فحصل عطل مشابه فخرج ابو مروان رحمه الله قائلا انتشروا وهي كلمة يرددها ابو عبيد باستمراريعقبها بضحكة ثم ترحم على ابو مروان ولا زالت سيارته او جسمها قائما واتمنى ان يتم المحافظه عليها فهي تراث يشهد على عصر* لقد كانت الحوادث قليله بسبب عدم السرعه وبحسب الطرق وقلما نسمع بحادثه خصوصا في الطرق العاديه المنبسطة * في السبعينات حصل حادث لسياره لاندروفر وانقلبت ثم احترقت بمن فيها في طريق حيد قاسم قرب السويري وقد القى هذا الحادث بظلاله على الناس وربما كان سبب الحريق انهم يحملون مواد شديده الالتهاب كالبنزين مثلا وكان احدهم يدخن عند حصول الانقلاب فتم الحريق بعد ذلك حصل حادث لسيارة ستاوت ملك ال باشعيب قادمه من سيئون وكنت احد ركابها مع الاخ سعيد رمضان باحشوان ومعه بضائع لمتجره ومن ضمن البضائع تناك حلوى وركبنا بالسياره وكانت محمله بما يزيد عن طاقتها باضعاف من كياس الرز والسكر والدقيق وتناك الحلو وكان الحمول في داخل السياره وعلى السطحه وفوق الحمول كان هناك اعداد من الركاب تمتلئ السياره بهم من الداخل والسطحه والسبب ندرة السيارات وكانت اخر سياره متجه من سيئون الى تريم فاضظررنا واضطر صاحب السياره للمخاطره وعند اجتيار ممر مسيله ثبي بعد مرور سيل قريب انسدحت السياره على جنبها ولما كان الناس مشدودين للحادث الاول فقد تدافعو للخارج باسرع ما يمكنهم وكنت اخر من غادر السياره ليس بسبب الشجاعه بل لاني اصبحت الطريق الذي يضعون عليه ارجلهم رغبة في الفرار وقد عانيت لمدة شهر من الرضوض ولم استطع خلال تلك الفتره من رفع راسي دون ان ادعمه بيدي لان الرضوض اصابت الرقبه اما تناك الحلوى فقد تناثرت * حاليا الحوادث مميته ومدمره للممتلكات بسبب السرعه والطريق التي تساعد على ذلك ايضا بسبب قله الخبره والاستهتار وعدم صيانه السيارات الصيانه اللازمه يقول احد الشعراء في ذلك - قال بو محسن معي موتر مكسر*من زمان الترك موديله قديم*حا لته حاله وما طوره يخرخر * وزيته المحروق ينشح ع الفريم*والحراره واقفه ع الخط لحمر *والرديتر راح والشا سي حطيم*كان اغلب من يقود السيارات ماهرين في اصلاح اعطال السيارات وكانت السيارات القديمه خصوصا اللاندروفر قليله العطب *ايضا من اصحاب السيارات عبد هود النخيل و وامتلك علي احمد قندل سياره لاندر وفر *في الفتره السابقه كانت السيارات معدوده والحركه قليله بسبب انحسار الضوء عن عينات والامر كما قال الشاعر ( واذا نظرت الى البلاد وجدتها تشقي كما يشقي العباد وتسعد )ولان عينات كما اسلفنا كانت من المدن المكتظة بالسكان والواقع ان الرحاله المسشرق فان ان برج قام باحصاء لسكان حضرموت في عام 1886 فثبت اعدادهم حيث اجملهم بمائة وخمسون الف ولا زلت شخصيا متحيرا فيما يتعلق بعدد سكان عينات سابقا فقد دلت بعض المصادر على ان عدد سكانها قارب العشره الف وفي تقييم اخر قيل الف وربما كان ذلك بعد المجاعه وهجرة الناس ويقول احد البحاثه وهو فان در مولر بان سكان المكلا 12000 وشبام 8000 وسيئون 12000 وعينات 5000 بل ان بعض المصادر قد اوردت ان سكان عينات5000 و سكان تريم 12000ولا اعلم هل هناك خطاء في التقييم او خطاء في الطباعه الا ان هذا التضارب يجعلني شخصيا ارجح ان سكان عينات كان كبير لان العديد من المصادر اذا اوردت قائمه تحتوي على اعداد السكان فان عينات لا بد ان ترد ضمن تلك القائمه بالاسم واذا صدف ان قام باحث بالتحدث اجمالا فانه يقول عدد سكان بعض المدن وحريضه وعينات كذا الف ويتم ذكر عينات تحديدا مما يدل على ان عدد سكانها كان كبيرا بحيث يستدل به وهو امر منطقي بوجود مركز للشرطه وبوجود هذه الاعمال التي نتحدث عنها منذ 15 حلقه متصله وبوجود منازل ومساجد كثيره وبوجود خطه لكي يكون في عينات مركز القائم وغير ذلك * في فترة السبعينات والثمانينات كانت الثانويه في تريم وقد التحق فيها كثير من ابنائنا وكانت حياتهم المعيشية صعبه للغايه وياحبذا لو تكرم علينا احد من الاساتذه 0 الطلبه سابقا ) بتفصيل حول تلك الفتره لكي يضع في اذهان ابنائنا اليوم الفارق بين ظروف دراستهم وبين الظروف الحاليه * كان طلبة الثانويه ظهر يوم الخميس يتجمعون زرافات وينتظرون اصحاب السيارات لنقلهم الى عينات لقضاء يوم الخميس والجمعه لدى اسرهم وغالبا تجد ان الركاب على الشبكة على سطح اللاندروفر اكثر من ركاب السياره * ايضا كانت السيارات قليله بسبب الصعوبات في ثمنها وجماركها وموازنتها التي ترفع ثمن السياره الى خمسه او سته امثال سعرها الحقيقي ومن حسنات النظام السابق تنظيم عمل السيارات هو عمل الفرزه حيث تم وضع نظام في عينات وغيرها من القرى والمدن لتحرك السيارات من خلال التسجيل ودفع رسوم بسيطه ثم انتظار دورك الذي يتحدد على اساس عدد السيارات وحركة البشر المتوجهين الى تريم او سيئون - حاليا لا يوجد هذا التنظيم على مستوى القرى وشخصيا اتضايق من وجود الركاب المتعبرين من عينات الى تريم واتمنى ا ن ياتي يوم ينتهي فيه هذا الامر لان ضرره في تصوري كبير فكثير من اصحاب السيارات تعتبر السياره والعمل عليها هي اهم اسباب رزقه ورزق عياله واستمرار التعبر سيقضي على اصحاب السيارات التي يمتهن اصحابها هذه المهنه وسيكون من الصعب عندها ان يجد من تلجئه الظروف لسياره بالاجره وعلى كل حال الناس تمارس هذا الدور من جانب عمل المعروف دون النظر الى مراميه البعيده والخاصه بالقضاء على مهنه ورزق من يمتهنها * استمر ت اعداد السيارات في حدود بسيطه تزيد في كل عام سياره او تنقص الا ان عددها محدود واصحابها معروفين باستثناء السيارات القادمه من البنادر التي تحمل المئون وهي سيارات حمالي كبيره الحجم غير ان الحوادث السياسيه المتمثله بالغزو العراقي للكويت في 2/8/1990 قد قلب الموازين حين غادر اغلب المغتربين من الكويت الى وطنهم وبلدانهم وكان اغلبهم يملك سياره نقل اسرته او اصدقائه عليها وحين وصلت اضطرت الدوله الى اعفاء اغلب اصحابها من الرسوم الجمركيه وبهذا تمت نقله نوعية كبيره في اعداد السيارات ومن يملكها في عينات وفي غيرها من القرى والمدن ايضا ساعدت حركة تهريب السيارات التي لم تتمكن الدوله من القضاء عليها بسبب الفساد الاداري وبسبب خلل في القانون وبسبب الفارق الكبير بين اسعار السيارات في الخارج وفي اليمن في خلق تجاره رائجه جعلت اليمن مكبا للسيارات المتهالكه المنتهيه الصلاحيه وخلق هذا مظهرا استهلاكيا شاذا بحيث مكن البعض من امتلاك السيارات وبعضهم غير محتاج لها وبعضهم غير قادر على تكاليفها وصيانتها ولهذا تجد الكثير من الحوادث بسبب عدم صيانه السيارات او تجد الكثيرون ممن يمتلكون السياره وهم غير محتاجون لها او غير مقتدرين ووجودها يمثل جانبا من الجوانب السلبيه في الانسان وهي حب المظاهر واعرف البعض ممن لا يستطيعون استبدال قطعة غيار او تاير اذا حصل له عطب وعلى كل حال نتمني للجميع ان يكون في خير ونعمه والسياره اصبحت من الضروريات حاليا وعسى الله ان يرزق الجميع رزقا كريما طيبا حسنا قال تعالى
{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ }النحل8

معيشة ابائناء الجزء الخامس عشر

معيشة ابائنا الجزء الخامس عشر
هذه السلسه لابنائنا الذين لم يعايشوا وقتا صعبا شديدا وحياة قاسيه من حيث المعيشه الا انها زاخرة بالورع والتقوى والبر والاحسان والطمانية والرضي والقناعه وانني من واقع المصداقيه ورغبه في طرح المعلومه والاضافه عليها ادعو كل من لديه اضافات ان يتكرم بالاضافه وله الشكر والله ولي التوفيق توضيح – ان بعض المواضيع ترتبط بالجانب الشخصي لي و لست محققا ولا مؤرخا انما اكتب ما استوعبته بصفه شخصيه وما رائيته او عايشته هو جزء من الواقع وربما يمثل زاويه ولا يسجل كل الامور الا انه يلقي الضوء عليها ولا بد ان تكون هناك اجزاء وزوايا وحقائق لم اسمع عنها ولم اراها مما يترك مجالا واسع لملؤ الفراغات وتكملة الصوره لكل من لديه اضافه
************************************************** ********
بسم الله الرحمن الرحيم – قال تعالى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
{وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَـؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ }البقرة31 لقدكانت الاية الكريمه حاضرة في فكر امير الشعراء احمد شوقي حين نظم قصيدته الجميله قم للمعلم وفه التبجيلا = كاد المعلم ان يكون رسولا
فالايه الكريمه اوضحت اول مرحلة تعليم لمخلوق من الخالق سبحانه وتعالى *
وبرغم ان هناك من عارض قصيدة شوقي من الشعراء ومنهم ابراهيم طوقان وغيره الذين راو بعين غير التي راي بها شوقي عظم دور المعلم وبرغم من ان الجاحظ مثلا قد الف كتابا اسماه نوادر المعلمين فان هذا المنحى لا يوشر عن استهانه بدور المعلم او انتقاص له وقد وجدت نفسي اشط واسير مع فكري في هذا الاطار ثم وجدت ان الموضوع سيطول فقررت ان اجعل مسيرتي في ذلك الاتجاه موضوعا بحد ذاته ساضعه في النتدى التربوي تحت عنوان المدرس بين الجد والهزل لمن يرغب في الاطلاع** ان دور المعلم عظيم بقدر ما اوضحته الايه الكريمه وقد قرات ان في امريكا مدرسة كل مدرسيها ممن حمل درجة الدكتوراه في شتى التخصصات وان قبول الطلبه يبداء منذ الروضه ثم الابتدائي والمتوسط والثانوي وحتى نيل درجه الدكتوراه والمدرسين نفسهم لا يتغيرون الا من قبيل التجديد وبنفس الصفاة والتخصص ولاينتسب اليها الا اولاد الاغنياء ودرجة الاهميه فيها ان الدكتور يدرس الطفل ثم التلميذ والعله في الامر ان هذه المرحله هي اهم المراحل التي يحتاج الطالب فيها الى الرعايه والعنايه اما اذا كان الطالب من بيئة متخلفه او يعيش في اسره موبوئه بكثير من امراض المجتمعات المتخلفه والمتعلقه بالاخلاق والادب بان دور المعلم اذا ما اراد زرع المثل والعلم في اذهانهم او بعضهم يكون مضاعفا اضعافا كثيره فلا بد له من اخراج ما براسه من معلومات او مثل خاطئة ثم وضع البديل لها وفي وضع كالذي نعيشه فان هذا الامر مستحيل وعلى كل حال لا بد من طلبه مشاغبين يشبهون طلبه مسرحية ( مدرسة المشاغبين ) وربما كان طوقان او غيره قد ابتلي ببعض التلاميذ من هذه الفئه * وعود على بداء فقد ضمت عينات العديد من الاساتذه الكرام وبحكم غربتي فان ذاكرتي لا تحمل الكثير لورثة الانبياء روى أبو داود والترمذى من حديث أبى الدرداء رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من سلك طريقا يلتمس فيه علمًا سهل الله له طريقًا إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يصنع. وإن العالم ليستغفرُ له مَنْ فى السموات ومن فى الأرض حتى الحيتانُ فى الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب. وإن العلماء ورثة الأنبياء.وفي هذا يقول الإمام أحمد رحمه الله تعالى *الناس محتاجون إلى العلم أكثر من حاجتهم إلى الطعام والشراب، لأن الطعام والشراب يُحتاج إليه فى اليوم مرة أو مرتين، والعلمُ يُحتاج إليه بعدد الأنفاس* وفي المجال متسعا لمن يرغب في ذكر مدرس له فضل عليه – بالنسبه لي اذكر من الوقت القريب الاساتذه مدراء مدرسه عينات الموحده وكثير من المدرسين وخصوصا الاستاذ المربي الفاضل عبد الله بازهير الذي وجدته دائم السئوال على طلبته وعلى مدرسة عينات وكان شديد الحرص على طلبة عينات حتى بعد انتقاله الى ثانوية تريم فقد استمر يطلب مني ان اكون همزة الوصل بينه وبين اسر بعض الطلبه من ابناء عينات في سلوكياتهم وتحصيلهم العلمي المتدني مع ابائهم حرصا منه عليهم وحتى لا يكشف نفسه للطلبه واسرهم ليستطيع متابعه هذا الدور الرائد – اما عن اساتذتي في مدرسة عينات فسوف اتحدث عنهم بقدر ما اختزنته الذاكره عنهم وليس باقدارهم فلهم كل التقدير والشكر والعرفان فقد كانو مثالا للاباء والمعلمين ولا اذكر عن أي فرد منهم الا الفعل الجميل والطيب– لقد كان احد الاستاذه المرحوم عبد القادر بن محمد الحامد الذي كان يمثل القضاء في عينات وكان يقوم بعمل الماذون أي يعقد للناس في اعراسهم كما كان خطيبا لاهل عينات يخطب في كل جمعه في المسجد الجامع وكان عالما بالعلوم الشرعيه و علم المواريث والقسمه وكان رحمه الله من اكثر الناس طيبة وحياء ولطفا طويل القامه يميل الى السمره وكنت اظنه من المساكين لفرط تادبه وتباسطه مع الناس ولسمرته حيث كنت اعتقد ان الساده لا بد ان يكونو من بيض البشره كنت عند عودتي من الكويت اجلس احيانا في مجلسه كل عصر في مسيله الوادي بقرب مرصد المضلعة الملحقه حاليا بمسجد الخير فقد كانت تلك البقع تمتلى بالبطحاء ويجلس معه بعضا من اعيان عينات –( وعلى جانب اخر باتجاه العلب كان هناك مجلس اخر للمرحوم محمد عوض بايعقوب ومجموعته وله فضل كبير على عينات لعلي اذكره في موضوع العادات الاجتماعيه– المعلم الثاني ابو بكر بن شيخ بن احمد ابو علي اطال الله بعمره لااذكر عنه سوى انه كان من المعلمين الذين يستمعون لنا في الجديده في حفظ قصار السور واما دوره في البلد فانه واضح وكبير وابو علي عالم فصيح اديب صوته عذب عندما ينشد الموشحات الدينيه في مواسم الموالد وله نفس سمحه كريم النفس يندر اذا قدمت له خدمه او دعوته على مائدتك ان يرفض ولا ياتي ويده فاضيه بل يملوها بما قسم مع حديث طيب اعرف عنه الطيبة والاخلاق العاليه والتواضع كنت اذا قدمت من السفر وراني في مسجد الشيخ في اول جمعه غير طريقه للسلام علي ولا يسمح لي بتقبيل يده وانا افتخر بذلك فهو استاذي واذا ما سبقته الى تقبيل يده بادر في نفس اللحظه بتقبيل يدي اطال الله في عمره- اما الاستاذ عبد الله سالم بايعقوب فلا اذكر له الكثير بسبب انني لم ادرس طويلا بل ان السفر الى الكويت كان هو قسمي ونصيبي ولذلك اقول مادريت عنه الا ان صف الاساتذه السابقين كان اقصى درجات العلم في مدرسة حسين حيث ننتقل اليهم بعد ختم القران ونتعلم علوما سبق ان اوضحت بعضها واكثر من هذا اقول مادريت وابائنا يرددون حكمه هي – (خيار العلم قولت مادريت) وكنت استمع الى والدى رحمه الله وهو يدندن اثناء عمله ويقول ( قال الفتى الشاعر خيار العلم قولت مادريت ويكمل على هذا المنوال ) وهي مقوله للشاعر ابو عامروهو من اشهر شعراء حضرموت حيث *يقول بو عامر *خيار العلم قولت مادريت *ان شفت شي ما قلت شي* وان حد حكا لي ما حكيت وهذه الحكمه جائت من قول احد الحكماء الذي قال* من قال لا ادري فقد افتى* وقال على رضي الله عنه - ولا يستحي من يعلم إذا سئل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم*وقال الشعبي * لاادري نصف العلم *وقال مالك * من فقه العالم أن يقول لا أعلم – اما المعلم عمر القرويو رحمه الهل فقد كان من الذين يقراون على القبوروكان اعشى(بصره ضعيف) كبير السن والمدرسه لا تخلو من شقاوه الصبيان واحيانا كان لا يستطيع تمييز طالب من اخر وهو امر عرفه الطلبه فيتحاشون بذلك من عقابه حيث الصوت الطويل في يده ويصل الى ابعد طالب بالصف كان رحمه الله مسئول عن تعليمنا الحروف والتشكيل وفيما تحكيه لي جدتي لامي رحمهما الله ولا اذكر الحادثه *فقد كانت تقوم بتوفير مياة الشرب له أي تعمل ملايه لعدد من المنازل ومن ضمنها منزله فاظنه اراد ان يعاقب طفلا في الصف فاصابني الصوت فابكاني فذهبت الى البيت وانا ابكي وسالت جدتي عن السبب ولما علمت انه ضربني دون سبب وكان يقصد طالبا اخر امتنعت عن توفير الماء له عدة ايام حتى قارب الماء على النفاذ من منزله فنزل يستوضح الامر ظنا منه ان ما منعها هو المرض ولما علم بالامر اعتذر لها رحمه الله واسكنه فسيح جناته – اما الاستاذ المرحوم علي بن احمد بن زاكن باحنان فقد كان صاحب عاهه في ارجله وقد قالو كل ذي عاهه جبار فقد كانت رجليه ملويه رحمه الله ولكن فكره مستقيم وعزيمته متوثبه وذكائه متوقد ولهذا كان موضع جلوسه في اوائل الصفوف بين الاعيان وهو يستحق هذه المكانه التي حصل عليها بسبب علمه الواسع وثقافته الكبيره لقد اخبرني رحمه الله بعد عودتي من الكويت( وقبل ان تلقى روحه بارئها راضية مرضيه باذنه تعالى) بموضوع لم اكن اعلم به حيث قال لى انه كان يدرس التلاميذ من بداية السنه وفي اخر العام يتم ختم القران الا في حالتي انا والاخ العزيز سالم عوض زاكن فقد ادخلنا المدرسه ووصلنا الى صفه في منتصف العام وقد دخل في تحدي مع محمد عوض بايعقوب رحمه اله باستحاله ان نختم القران مع المجموعه التي تقدمت علينا وقبل هو هذا التحدي والمخاطره اقصد انهم تخاطرو انه في حاله قدرته على الوفاء بهذا فله جعل ما وفي حاله الفشل فانه يدفع جعلا لمحمد عوض وقد يكون الجعل عباره عن عزومه على القهوه مع حبات من التمر( الجعل هو العطاء )ويستمر باعلامي انه الزمنا بضعف ما يلزم الطلبه الاخرين من واجبات وقرائه في القران وقد لا قينا نصيبا وافرا من الجلد على راحت الايدي وربما اعتقد البعض من الطلبه ان عقابنا اكثر منهم وقد نجح في التحدي واستطعنا به ان نختم القران في زمن قياسي واستطاع بنا ان ينجح في التحدي وقال لي ان محمد عوض رحمه الله كان يترقب قرائتنا انا وسالم زاكن حتى يسجل ايه ماخذ عليها فلم يجد واقر له بالنجاح لهذا كان رحمه الله من اكثر المعلمين الذين اثرو بي تاثير كبيرا لاانساه وساظل اترحم عليه وعلى جميع معلمينا- رحم الله معلمينا واسكنهم فسيح جناته واطال الله عمرالاحياء منهم ولهم كل التقدير والمحبة – هناك اضافات وجدت انه لابد منها لاستكمال المضوع وهي كما يلي
* ان الرحلة متواصله والعودة بالفكر والذاكره الى ما قبل 45 عام تقريبا لاستخراج بعض ما رسب فيها من احداث لقد كان اخر ما تحدثنا عنه في الموضوع السابق هو السقيا لان موقع مدرسه حسين في اخر منطقة النخر فرض على جميع الطلبه النزول اليها صباحا والنزول الى الجديده عصر وهي في خنيدره ولم يكن احدا يتافف من بعد المدرسه واذا كانت اسباب قد وقفت امام ان تكون المدرسه حيث الملعب حاليا فان وجود المدرسه في اخر النويدره ليس تعويضا لابنائها عن الفتره السابقه وليس عقابا لابناء النخر بسبب كون المدرسه سابقا قريبه منهم والامر في كل الاوقات ينحصر في طلب العلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم طلب العلم فريضة على كل مسلم وقيل ايضا اطلبوا العلم ولو في الصين ان العلم والمعلمون يذهب اليهم ولا ياتون اليك – لقد رايت الطلبه في المدرسه الموحده وهم يشربون من ثلاث او اربع قرب سوداء جديده موضعها قرب الباب المؤدي الى ناحيه الجبل تحت الرقاد بالتحديد ومعلوم ان القرب الجديده والسوداء لا تقوم بتبريد الماء بل بحفظه فقط وموضوع تبريد الماء جاء بعد تاسيس مشروع كهرباء عينات الخيري عندها كان للنادي واللجنه الخيريه وبتعاون بعض ابناء عينات الاخيار دور هام في توفير برادات ماء للمدرسه ولاغلب المساجد – ايضا للتاريخ فقد قام النادي واللجنه الخيرية ببناء طهار كامله للبنات في سفح الجبل القريب من المدرسه شرقا كان بنائنا متوازيا مع احداث 13 يناير المشئومة وبعد ان لاحظ المسئولين في النادي ان البنات اذا اردن الذهاب للطهاره فانهن يذهبن الى منازلهن وبعضها بعيد خصوصا ان المدرسه كانت بها طهاره وحيده في الجانب الغربي وقد رسم حدود الطهاره المرحوم الشيخ احمد بن عبد الرحمن باوزير ممثلا لبلدية تريم وقد هدمت تلك الطهاره ودخلت في حدود احد المنازل ولا اعرف كيف تم التقاص في هذا الامر –
ان الذهاب الى المدرسه خصوصا في فتره الصباح وفي فصل الشتاء حيث الارض بارده ( نقول عنها – الارض سبره شديدة البروده خصوصا ان لبس الاحذيه كان غير شائع او معدوم بالنسبة لاغلب ابناء عينات عدى بعض الموسرين ايضا كان الامر شاقا في فصل الصيف عند الرجوع ظهرا حيث الارض حاره ( نقول عنها رمضاء ) وما بين البروده والحراره) السبره والرمضاء ) ياتي الشوك الذي كنا نتعرض له باستمرار ولهذا كان من اهم مقتنياتنا القطب الحديد الذي يعمل لدى الحدادين ويحتوي على مسله وعلى ملقاط وحديد معكوف لاخراج الصني من الاذن المسله لحفر الجلد للوصول الى الشوكه والملقاط للقبض على الشوكه وسحبها من الرجل وبرغم كل ذلك فان المشي بدون احذيه ساعدنا على صفاء السليقه في افكارنا فقد كنا لا نحتار في معرفة اين ذهب الوالد او الوالده او أي فرد في الاسره لان الجميع كان على علم ودرايه برسم واثر ارجل الاسره * شخصيا اذا طلبت الوالده مني ان ابحث عن والدي كنت اتتبع الاثره واحيانا تقودني الى منزل عبد الله بن احمد الهدار في خنيدره والشخص الذي لا ينتعل حذا يحاول دائما السير على ارض رمليه بعيده عن الحصى والحجاره والشوك – ايضا كانت جلفه الرجل وهي القشره الخارجيه المواجهه للارض من ارجلنا غليظة وقويه وتتحمل الصدمات لاننا كنا نلعب ونسير ونجري على سفوح الجبال وكبار السن لا يلبسون الاحذيه الا عند ذهابهم الى القنيص حتى لا يتعطلون من اثر الشوك او الحفى من الحصي ( قال الشاعر عبيد بن محمد في جلسه دان مخاطبا علي بن سلمان رحمهم الله على وزن قدرالله يانفس اصبري – ماتجي قط بقعه بالخير – لو نصحتش وطابت نيتي – ما لش الا المقدر لي يكون – قال الشاعر ( بطلوا في القناصه ياعلي – وقتها قد عبر زامه عبر – خير لك بع عصاتك والحذي – في خطمكم عرب بايقنصون – ايضا نظم المرحوم ابو مسلم قصيده في احد اصدقائه الذي عاد من السواحل وذهب للقنيص للمره الاولى ووصل الى اخر خطم سبيه وعندما وجد ابو مسلم ان صاحبه يتافف ويتمنى لو لم يقنص وهو امر يقوله جميع القناصه اذا صادف عدم وجود جميله فنظم قصيده قال في بعض ابياتها – قال الفتي الشاعر اظنه صاحبي العاشق زحف * دحق الحصى ضره وداهل صاحبي دحق القطف * يا خو الاسد شفنا بغيتك في البعيده تعترف وعلى هذا المنوال واردت توضيح كلمه دحق الحصى والكلمات باللون الازرق تصرفت بها خلاف الواقع لقد كانت الفصول في مدرسه حسين تنقسم الى ثلاثه اجزاء الفصل الاول للمبتدين من بدايه تعلم الحرف حتي القدره على تشكيل وكتابه ونطق الجمل والفصل الثاني لدى معلم القران وقد شرحت جزء من الطريقة التي يتم فيها ذلك والفصل الثالث حيث يتم تعليم الدروس الاخرى المختلفه اما في الجديده في خنيدره فانها مكمله لما يتم تدريسه صباحا اضافه الى حفظ قصار السور حيث يتسمع الاستاذ لنا ما سبق ان طلب منا حفظه و حفظناه كان الطالب يصلي العصر في المسجد القريب منه ثم يتوجه الى خنيدره ولا بد ان يجد في الطريق اصحاب له متوجهين في نفس الاتجاه لا اذكر معلومات كبيره عن تلك الفتره الا ان العوده ظهرا الى البيت ونكون جائعين فنبحث عن بقايا الصبوح أي كسر الخبز وغالبا ما كان الاهل يعملون حسابا لهذا اما عند عودتنا قبل اذان المغرب فلا بد من( فغلوص التمر) هكذا نسميه والفغلوص من التمر هو كمية بحم قبضة اليد ونسميها العشوه وبهذا فان الوقت الذي يتوفر لنا للعب قليل ولا اذكر هل المدرسه في الجديده يوميا ام انها غير ذلك – كان السيد المرحوم عبد الله بن احمد الهدار يقدم لنا احيانا هدايا عباره عن دفاتر واقلام رصاص طويله تشبه الباكوره وممحايه وقد علمت انني اثناء تواجدي في الجديده بخنيدره وانا احاول تبرية القلم بواسط موس حلاقه وكان بقربي العزيز الصديق منصور بن عاشور مبارك التاجر المعروف بتريم الذي كان مع والده من سكان عينات واتمنى له طول العمر مع السلامه قيل لي ان الموس خالفت من القلم فوصلت الى حاجبه والحقت به قطعا نزل على اثره الدم انا لا اذكر هذه الحادثه ولا اذكر تبعاتها وهل عوقبت من قبل الاستاذ او الاهل – ايضا في حادثة متصله كان الطلبه اذا ختمو القران يتم عمل احتفال بهم يسمى مطلع الروس حيث يتم تلوين راس من الغنم لكل طالب نجح بالحناء ويزين واذا لم تكن الاسره تملك راس غنم تستلفه من الجيران بالنسبه لي قام المرحوم كرامه سعد باحنان باعارة تيس كبير لي ويتم قيادة الاغنام الملونه في المقدمه ويليهم الطلبه وهم يتقدمون الصفوف حاملين الجنابي التي ايضا يتم استلافها اذا لم تكن الاسره تملكها وبعدهم جمع من افراد المجتمع واباء الطلبه والاساتذة وضاربي الطوس والهاجر فالمسيره تسير على وقع الطياله ويقوم الطلبه بالجري للامام وهم يرفعون الجنابي ثم يعودون الى قرب الطاسه وهكذا حتي يصلو الى تحت منازل الطلبه حيث يتبرعون عنده ولا اذكر تفاصيل اكثر واتمنى ممن يذكرها ان يفيدنا بها الا ان الحادثه التي حصلت من احد الطلبه حين لامست الجنبيه التي يحملها راس زميله والحمد لله لم توقع اثر كبير جعل الاساتذه يستبدلون الجنابي الحقيقة بجنابي من الخشب تصنع لدى النجارين *ان شيطنه الطفوله امر لا بد منه فبعض الاحيان تكون بيننا مصارعات ولا يتعدى الامر اكثر من الرطس ( نقول ارطس به ) أي اسقطه على الارض ايضا كنا نشكل الفرق للعبة كرة القدم واثناء نزولنا من المدرسه نتحدى بعضنا البعض بعمل المباريات بين ال النويدره وال القوز او ال النخر وهكذا وتتم المباريات في ملا عب محدده فالنخر لديهم ملعب في اقصى النخر خشبات المرمي فيه وفي كل الملاعب من جزوم النخيل مربوط بها خرق باليه لتحديد المرمي وفي القوز كان الملعب قريب من الكوت الذي تهدم في موقع يقابل منزل سعيد علي باجبير تقريبا وفي النويدره كان الملعب قريب من بيت ال سويدان وفي البلاد والحوطه والرمله كان الملعب قريب من منزل محمد بن غالب في المقبرة الثانيه لعينات – ولاننا كنا نلعب كثيرا وذاكرتي تحمل الكثير عن العابنا فانني اعيد التسائل هل كانت الدراسه في خنيدره يوميا -
ساعود في الجزء القادم لاستكمال بعض الجزئيات المتعلقه بتعليم الفتاة اتمنى ان لا احتاج فيهما الى اكثر من جزء – ان للمعلم دور هام وله حقوق كبيره على الطالب ولذلك نهيب بالطلبه بان يحترمو اساتذتهم ويقدرونهم وينهلو من علمهم اما معلمينا السابقين فكانو اهل صدق ومكانه ودين وورع وخشوع قال تعالي {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ }فاطر28

معيشة ابائناء الجزء الرابع عشر


معيشة ابائنا الجزء الرابع عشر
هذه السلسه لابنائنا الذين لم يعايشوا وقتا صعبا شديدا وحياة قاسيه من حيث المعيشه الا انها زاخرة بالورع والتقوى والبر والاحسان والطمانية والرضي والقناعه وانني من واقع المصداقيه ورغبه في طرح المعلومه والاضافه عليها ادعو كل من لديه اضافات ان يتكرم بالاضافه وله الشكر والله ولي التوفيق توضيح – ان بعض المواضيع ترتبط بالجانب الشخصي لي و لست محققا ولا مؤرخا انما اكتب ما استوعبته بصفه شخصيه وما رائيته او عايشته هو جزء من الواقع وربما يمثل زاويه ولا يسجل كل الامور الا انه يلقي الضوء عليها ولا بد ان تكون هناك اجزاء وزوايا وحقائق لم اسمع عنها ولم اراها مما يترك مجالا واسع لملؤ الفراغات وتكملة الصوره لكل من لديه اضافه
**************************************************
-
المدارس والمعلمون ( الجزء الاول )
(معلمنا معلمنا جزاك الله خير وبعد الخير بعد الخير جنة نعيمه) رجز منغم كنا نردده ونحن صغار اذا ما حدث ما يستوجب تقصير الدروس في المدرسه واستوجبت ( فوسحه ) او فسحه * يقال ما اضيق العيش لولا فسحه الامل * هذا الرجز كنا نردده بشكل جماعي ونحن ذاهبين الى منازل الطلبه الذين تخلفوا عن الحضور للمدرسه اذا ما حصل عندهم ختان اوما شابهه نذهب في جماعة واحده ونردد هذا الرجز طيله الطريق وحتى نصل الى المنزل المطلوب وكان ذلك يشد من ازرالطالب ويخفف عنه **(من علمني حرفا صرت له مديونا) حكمه ساريه ابدلت منها الكلمه الاخيره لان العبوديه لله سبحانه لعل هذا هو المدخل الذي يمكن منه الدخول الى موضوع المدارس والمدرسين ( العلمه والمعلمين ) ولان موضوع المعلمين والمدارس ربما يكون له تشعبات ولا اعلم الى اين سياخذني الفكر ولانني قيدت نفسي بان الموضوع يجب ان لا يتعدى 3 صفحات على خط 12 بجهاز الكمبيوتر حتى لا اطيل وسبق لي ان حذفت الكثير من الجمل والحكايات من بعض المواضيع ولان هذا الموضوع هام في تصوري اتمنى ان لا تلجئني الظروره لحذف شيى وساحاول ان لا اتجاوز ما درجت عليه الا ان كان في الامر (مقتل) هذه الكلمه يرددها العمال اذا ما انتهى وقت العمل وبقي جزء صغير هام يرون انه لا بد من انجازه فيقولون مقتل وعندها لا يتقيدون بالزمن او وقت الانتهاء * لقد احتظنت عينات احد اشهر المدارس وهو مدرسة الرباط الذي اسسه الامام العلامه الحبيب حسن بن اسماعيل الحامد بن الشيخ ابوبكر بن سالم الذي تخرج من رباط تريم واسس رباط عينات وتوفي عام 1967 ساجدا اثناء ادائه لصلاة العصر والرباط لا زال قائما ومستمرا في اداء دوره العلمي ويدرس فيه جمع من الدارسين وموقعه معروف في منطقة القوز بعينات * ومن المدارس مدرسة حسين والتي تقع في اقصى منطقة في النخر قرب مسجد حسين – من المدارس ايضا الجديده بكسر الجيم وفتح الدال الاول وتشديد الياء وهو عباره عن مبنى صغيرمن طابقين تهدم بسبب السيول وكان يقع في منطقة خنيدره ولست على علم بمن اسسهما الا اننا كنا نعتقد ان العلامه السيد عبد الله بن احمد الهدار هو المؤسس وربما يكون لمقام الشيخ ابو بكر دور في ذلك من يملك معلومات ينورنا بها– هذه هي المدارس القديمه في اوائل الستينات التي اذكرها وبعدها تم انشاء المدرسة الحكومية وقد اقيمت في المنزل الكبير المقابل للسوق في منطقة الرمله وبعد الاستقلال كما تم تاسيس وبناء مدرسه عينات الموحده في النويدره وتم افتتاح صفوف محو اميه للرجال والنساء في القسم الارضي من الرباط كما اقيمت الدراسه في بيت حسين الملحق بمدرسة حسين كملحق لمدرسة عينات الموحده ثم تاسست ثانوية الاحقاف ولا زلنا في انتظار تاسيس وبناء مدرسه للبنات في عينات كانت الامور مهيئة لبنائها وتوقفت وخبرها عند جهينه *لا بد لنا من تفصيل بسيط حول دور كل مدرسه من خلال ما اذكره شخصيا لانه لا بد ان يكون هناك دور اعظم واكبر واشمل مما حفظته ذاكرتي في ذلك الزمن وهو بحث على من يملك فيه معلومات ان يتفضل بها – الرباط لقد درست بالرباط او هكذا اظن لانني لا زلت اتذكر الغرف العلوية واتذكر حركة التلاميذ فيها واغلبهم من دول شرق اسيا - حاليا يدرس فيها مجموعه ايضا من دول شرق اسياء ومن بعض مناطق اليمن وهي تابعه في المنهج لدار المصطفى بتريم حيث يصعد من يستكمل الدراسه في عينات الى تكملتها في تريم * بالنسبه لمدرسة حسين كانت وجهة اغلب اهل عينات وبالرغم من بعدها عن المركز الا اننا كنا كاطفال نذهب صباحا اليها يوميا عدى يوم الجمعه وايام الاعياد وعند وجود عطله اخرى كنا نبلغ بها اثناء الدراسه في اليوم السابق * اما الجديده فانها مدرسه تفتح ابوابها عصرا فقط وقبل اذان المغرب نعود منها الى المنازل – مدرسه الحكومه القعيطية لا تحمل ذاكرتي عنها شيء الا انه يخيل لي انني رايت التلاميذ واذكرالفصول بها كما اذكر بعض التفاصيل البسيطه حول بعض المدرسين واحدهم اصابعه مقطوعه وكان له دور هام في النشاط الرياضي لقد حاول محمد عوض بايعقوب اقناع والدي بادراجي في تلك المدرسه وحاول هدار الهدار ان يثنيه عن هذا الامر ولان علاقه والدي بالساده اكبر فقد الحقني بحسين وعمري يقارب 6 سنوات وفقا لما املكه من وثائق منها جواز سفر مهري غادرت به اليمن عام 1963 وعمري 8 سنوات من ذلك استنتج ان دراستي في حسين لمدة سنتين- مدرسة عينات الموحده بنيت بجهود ابناء المنطقه من خلال المبادرات الملزمه ومن خلال تبرعات المغتربين ومن خلال تجميع ثمن بيع الخرائب اطيان ومواقع وبيع العلوب(ولا زلت احتفظ بايصال شراء خرابه وطينها لصالح مدرسه عينات بامضاء المرحوم محفوظ حسن منصور) وغيرها ليس لدي علم بمساهمة الدوله في هذا الجانب وان كنت اعتقد انها ساهمت مساهمه كبيره ان مما يتوجب ذكره للتاريخ ان موقع المدرسة الذي تم اختياره مبدئيا كان ملعب نادي شباب عينات حاليا باعتبار ه في منتصف البلد الا ان جوانب اجرائية حالت دون ذلك * اما بالنسبه لمدارس محو الاميه فهي من الجوانب المحسوبه للنظام السابق فقد هيئت للرجال والنساء الفرص لكي ينخرطوا في طريق العلم وقد نجح من نجح في محو اميته وتحصل البعض من الرجال والنساء على شهاده تفيد بمحو الاميه دون ان يتمكن من يحملها حتى من قراءتها بسبب عدم الجديه من قبلهم ولظروف اخرى * ايضا اقيمت الدراسه في الرباط للفتيات كملحق للمدرسه الموحده ** ان الحديث عن الدراسه الحديثه امر قد يطيل الموضوع دون حاجه اليه وسوف اركز على الدراسه في السابق وخصوصا في مدرسة حسين ** اولا عند رغبة الاب في الحاق ابنه بالمدرسه فانه يرافقه للمدرسه دون حاجه لاوراق او تواقيع وكنا نسمع الاباء وهم يوصون المعلمين بنا قائلين هذا اعتبره ابنك انت مسئول عن تربيته وتعليمه لك اللحم ولي العطم هذه الجمله او ما يماثلها تعطي للمعلم فسحه ومدى كبير لايصال العلم والاخلاق للطالب وتوضح للطالب سوء المنقلب وتزرع فيه احترام المعلم والخوف من عقابه – في بداية مراحل الدراسه يطلب من الطالب ان يكون معه لوح خشبي بطول 45 سم وعرض 25 سم تقريبا يصنعه النجارون ويغطي ليتمكن المعلم من كتابه الدرس له ثم بداء عصر الدفاتر الورقيه * كان الطالب يحمل حقيبته التي هي عباره عن قطعة قماش ابيض تخيط في المنازل لاستيعاب الختمه ودفاتر الطلبه وتقفل بخيط طويل يلتف عليها مرارا وله خيط مربوط من الجانبين ليتمكن الطالب من حمل تلك الحقيبه على كتفه * تبداء الدراسه بالنسبه للطالب بتعلم حروف الهجاء أ ب ت ث ج الخ وكان تعلم هذه الحروف يسير مسيره سهله لان المعلم يربط الحرف بامر نستعمله فيقول لنا الالف مثل العصى والباء مثل الصحن والدال مثل الكتب والشين مثل الشريم والنون مثل الصحفه واللام مثل الباكوره والياء مثل المحماس وهكذ كل حرف له ما يشاكله هذا ما اذكره عن مشاكلات الاحرف ثم يتم تعليم اشكال الاحرف حسب مواقعها فنتعلم الالف المفرد(أ ) والالف من اخر( ـا ) باء مفرد ( ب ) باء من اول( بـ ) باء من وسط ( ـبـ ) باء من اخر ( ــب ) وعلى هذا المنوال يتم تعليم حروف الحجاء وشكل الحرف في مواضع الكلمه * بعد اجادة الحروف تبداء مرحله تشكيل الحروف بالضمه والفتحه والكسره حيث يكتب كل حرف 3 مرات ويتم وضع الفتحع على اول حرف ثم الكسره على الحرف الثاني ثم الضمه على الحرف الثالث ويطلب من التلميذ التهجئة فيكون الجواب لحرف (ب ) كما يلي باء بي بو وهكذا ثم يتم التدرج الى الفحتين والكسرتين والضمتين والى المد بحروف العله الالف او الواو او الياء مع المد الصغيره الساكنه فوق الحروف على نسق ما هو بالقران ثم السكون ثم الشده وفي كل مرحله يتم كتابه احرف وتشكيلها بما تم دراسته حتى يستطيع الطالب من كتابه وقراءة الاسماء والافعال مثلا ( ك) فتحه كا (ت) فتحه تا (ب )فتحه با = كتب+ (ش) فتحه شا( ر) كسره ري(ب )فتحه با = شرب وهكذا تتقدم العمليه التعليمية في تقويه الطالب على قراءه وكتابه الافعال والاسماء مشكلة لكي يستطيع نطقها بطريقه صحيحه فاذا ما تعدى الطالب هذه المرحله انتقل الى المرحله الثانيه وهي قراءة القران على يد معلمه الذي يجيزه في نهاية الفصل وفي هذه المرحله يقوم الطالب يوميا بقراءاة مقراء من القران يحدده المعلم ويطلب من التلميذ ان يتدرب على يد طالب اخر سبقه في الفصل يختاره له ويكون هذا العمل بمقابل اعتقد 2 شلن شهريا والامر سيعود لك عندما تتقدم حيث سيطلب منك تدريب طالب اقل منك ولا اعلم هل هذا لجميع الطلبه ام انه مقصور على من يثبت نشاط وذكاء شخصيا تدربت على يد طالب نسيته وقد دربت طالبين فيما اعتقد اظن الاول علي محمد محيور والثاني عبيد كرامه سويدان عند قرائتك على المعلم كنا نقراء وايدينا مرفوعه الى اعلى فاتحين راحتنا استعداد لتلقي جلده من صوت المعلم والصوت عصاة مربوط بها خرقه ملفوفه ومحبوكه بشكل شديد يكون لضربتها الم حارق محدود فاذا ما اخطاء الطالب في القراءه وفي التشكيل وراسه وعينيه على الختمه فان الصوت يحن في راحته لكي ينبهه ان هناك خطاء ما لا بد لك من تداركه والا ففي كل مره تخطي فان الصوت جاهز لك وكان بعضنا يقراء وهو يبكي الا ان ذلك لا يوقف المعلم ولا التدريس في نهايه العام الدراسي وعندما يتاكد المعلم ان تلاميذه قد اصبحوا على قدره واستطاعة لكي يواجهو كل اهل البلد ويقروا امامهم دون ان يعتريهم الخوف او الخجل ودون اخطاء فان المرحله تتوج قرب شهر عرفه ذو القعده حيث يتم اقامه حفل في مسجد الشيخ جامع عينات يجتمع فيه كل اهل البلد ويقوم الاهالي بعمل دلال القهوه وخبز قراص البر اللين وكل طالب متخرج يقوم اهله بعمل دله قهوه شديده الحلاوه وقفة مملوءه بالخبز توزع على الحاضرين ويقولون مثلا اذا كان اسم الطالب (عبد الله )رجزا بهذه الكيفية ( عبد الله ختم القران باندخن بالمر واللبان ) *اللبان والدخون على المناصب وكبار القوم ويخرج الطلبه في موكب مهيب يتقدمه الساده والاساتذه والاباء فيما يحمل احد الرجال اللوح الكبير الذي خطت على الجانب الاول منه سورة الفاتحه وعلى الجانب الاخر اية الكرسي ( مخطوطه بحروف كبيره خطت بماء الذهب واللوح اية في الجمال وارجوا ان يكون محتفظ به وان يتم مراعات ان لا تاكله الارضه اذا اهمل -) اماعموم الطلبه في المدرسة فيكونون من الخلف سواء المحتفى بهم او طلبة الفصول الاخرى وعند الوصول للمسجد يجلس كل شخص في موضعه ويتقدم الطلبه الذين ختمو القران في الصفوف الامامية لقد كان الاحتفال يجري في حوش المسجد الذي يسمى الضاحي وكان الجميع يواجهون اللوح الذي يوضع على ساريه في الجانب الشرقي بحيث يكون الجميع ظهورهم للقبله ولا اعلم الحكمه في هذا ربما لكي يستوعب المسجد اعداد كبيره من الناس الى ان يصل والى موقع المنبر ولا بد ان يكون الاحتفال في الهواء الطلق– ويقف المعلم على جانب اللوح ثم يستدعي طالبا لكي يقرء الفاتحه ثم يقلب اللوح ليكمل قراءة اية الكرسى دون خطاء وهكذا طالبا اثر اخر وفي الختام يتم توزيع الخبز والقهوه على الحاضرين ويتلقى المعلم شكر وتقدير وثناء الحاضرين على ما بذله من جهد وعلى قدرة الطلبه على القراءة السليمه الخاليه من اللحن وعلى شجاعتهم التي مكنتهم من القراءه في هذا الحشد الكبير دون وجل او تردد او خوف بعده يتم عمل احتفالات شعبيه للطلبه ولعل ذلك ياتي في موضوع اخر –بعد ذلك ينتقل الطالب الى مرحله اخرى حيث يدرس التوحيد والتجويد والنحو وبقية العلوم على يد اساتذه اخرين * ان التحصيل العلمي للطالب وخصوصا في اصول الاخلاق وقراءة القران لا يكون من المدرسه بل من المجتمع عموما لان كل كبير في السن هو خال لنا لابد ان رايناه من الذهاب وتقبيل يده وعاده تقبيل الايدي كما يقول احد القدماء كانت مخصوصه في العلماء ال بافضل في تريم لما لهم من فضل على الناس بالخلق والعلم والعطاء ثم بعد وصول الساده الاشراف تنازل ال بافضل للساده لقرابتهم من رسول الله الا انها عاده الف عليها اهل المنطقه واوصلوها الى مرحله خرجت عن الاحترام الى ما يشبه التقديس في بعض الاحيان وكان بعض من الساده خصوصا المتعلمون ومن تعودو السفريتحاشون ان يقبل الناس ايديهموهي قضيه ليست شرعيه وفيها اقوال ليس هذا مجالها * اما بالنسبه لنا كاطفال فمن هو اكبر منا سنا مفروض علينا ان نبجله ونشم( نقبل ) يده ونقول للسيد ياحبيب وللبقيه ياخال ولا نقول ياعم بل ياخال لان الخال اقرب ( يقولون انتسب للخال ياتيك الولد ) وايضا كان المسجد احد اهم مواقع التحصيل العلمي فالحزب الذي كان من اهم واجباتنا ويبداء بعد صلاة المغرب جماعة في المسجد ثم نتجمع في حلقات يقراء كل فرد من الحاضرين في الحلقه مقراء من كتاب الله ويلحق الاخر بما بداء به السابق وكانت ردودنا كاطفال على من اخطاء في التشكيل واخل بالمعني شديد لايخلو احيانا من لهو الصبيه حيث يكون الرد جماعيا وبصوت جهوري شديد لتصحيح الكلمه وقد يكون من نتيجة هذا بكاء الطفل القاري الا انه يستمر بالقرائه حتى ولو كانت قرائته ضعيفه وعليه ان يتحمل اصواتنا وصراخنا عليه وهذا الامر كان يدفعه لتقوية قراءاته لقد كان الحزب احدى اهم الوسائل في تحفيظ القران وعلى حد علمي فقد كان كثير من الاباء الذين لا يفكون الخط قادرين على الاحساس بالخطاء في تهجئة كلمه من كتاب الله وكان البعض يتنحنح قائل احم احم اذا حدث خطاء لم ينتبه له البقيه وهذا ما حدثني به الاخ سالم عبود بن خليفه فقد قال لي ان والده رحمه الله كثيرا ما يصحح اخطاء القراء في المسجد بطريق الحمحمه رغم انه امي وهناك كثير من هذه الامثله لبعض الاشخاص حفظ القران عن طريق السماع اثناء حضوره وجلوسه في موقع قريب من حلقات الحزب في المساحد– ان الغياب عن الحزب امر غير مامون العواقب لان المدرس لديه جاسوس سري من الطلبه في كل مسجد يعلمه فيه بتاخر أي طالب عن الحضور للحزب وفي اليوم التالي وعليك ان تبرر غيابك فان اقتنع المعلم فقد نجوت من العقاب والا فان الصوت سوف يحن على بدنك بما يجعلك تبكي من الالم ومن الخجل لان العقاب يتم امام الطلبه الاخرين الذين لا يتوانون عن اظهار الشماته بالابتسامات الساخره والقيام بعضعضة الشفاة وتحريك الراس يمنه ويسره دليلا على سعادتهم بهذا العقاب ( وعلى ذكر عض الشفاه فقد تخاصم شخصين من حضرموت يسكنان شقة واحده خصام بسيط عابر الا ان احدهم اشتكي في احد مخافر الشرطه على الاخر وعند حضورهم حاول الضابط المصالحه بينهم ولان الامر لا يعدو كونه نوعا من انواع الضحك والفرفشه فقد قام المشكو عليه كلما وجد فرصه من التفات الضابط للناحيه الاخرى بعض شفته السفلى وتحريك راسه كنايه عن انه سوف يلومه عندما يصلان للسكن فيزيد ذلك من حنق الشاكي ويقول للضابط شفه يعضعض لي براشيمه ( نطلق اسم البرشوم على الشفه )ولم يفهم الضابط المسكين هذه الجمله واصطلحو وهم اقارب وابناء عمومه احدهم توفي عليه رحمه الله والاخر لا اعلم اتمني له الخير)– في عام 1967 عندما وصلت للكويت وكان عمري 9 سنوات وكان تلفزيون الكويت قد بدا ارساله بالابيض والاسود كان بداية الارسال في الساعه6 مساء يبداء بالسلام الاميري ثم قراءة ما تيسر من القران من خلال تمرير صفحه تظهر على شاشه التلفزيون وتحمل بعض الايات وبما ان موضوع التلفزيون كان جديدا فان الجميع يتحلق بقربه منذ بداية الارسال حتى الختام في الساعه 10 مساء وقد كنت اقراء الصفحه التاليه قبل ان تعرض فكان الكويتيون الذين عملت لديهم يتعجبون من كوني حافظا للقران ولست حافظا ولم اكن الا ان الدراسه القوية التي تلقيناها في صغرنا وحضور الحزب كان ولا زال له اثر على قدرتنا في قراءة القران فلا زلت حتى الان استطيع في اغلب الاحيان من معرفة الايه التاليه اذا استمعت للايه السابقه والحمد والمنه والشكر لله على ذلك والفضل للاساتذه الكرام الذين علمونا ودرسونا وكم اشعر بالحسره حين اتذكرهم وتصيبني غصه كبيره لانني لم استطع ان اظهر لهم فروض الثناء والشكر والتقدير واهدائهم هدايا تليق بما حفروه في نفوسنا واذهاننا من حب واخلاق وصدق وشموخ وعلم الا انني اليت على نفسي ان اقراء سوره الاخلاص ثلاث مرات ثم اهدي ثوابها اليهم واحدا بعد الاخر وكثير ما اذكرهم واتمنى ان يتبع هذه الطريقه من مات معلمه اما من كان معلمه حاضرا حيا فان عليه ان يضعه فوق راسه وان يظهر له ذلك امام الناس ارجوا الله ان يتقبل مني تلك القراءه وذلك الاهداء * ان موضوع المدرسه والدراسه كما يبدو لي وبعد ان وصلت الى نهاية الصفحه الثالثه التي تطلب مني ان اختتم الموضوع لكي يكون الجزء الاول وبرغم ما وضعته من احداث فانني اعتقد ان في ذاكرتي الكثير حول هذا الموضوع فلا زال على ذكر الكثير من الاحداث – ان محاوله المقارنه بين الحاضر والماضي ظالمه ان ابنائنا حاليا يعيشون في بيئة نظيفة صحيه وحتى اعطي مثالا لذلك من واقع التجربه فقد كان النظام في مدرسة حسين نظاما صارما و خلف المدرسه من الناحيه الشرقيه كانت هناك طهاره ( حمام لقضاء الحاجه من بول وغائط ) ولا اذكر عدد الغرف فيها 2 او 3 او 4 ليس لها ابواب فلا بد قبل الدخول من الحمحمه بان تقول احم ولابد للذي يشغلها من الرد بالحمحمه ايضا فيقول احم ليعلم الطرفين بالواقع ولا يوجد ماء لاستعماله لا للتنظيف والاستنجاء والوضوء ولا للشرب بل استعمال الفقاش من المحوب وربما لا يقوم الفقش بمهمته الكامله بالنسبة لاطفال اعمارهم من 6 او 7 سنوات وما فوق * كانت النافذه القريبه من الباب توضع فيها قطع مربعه بحجم راحت اليد او اكبر قليلا من الطبق الكرتون المقوى وعليه ارقام 1 و2 و3و4 على عدد غرف الطهاره واذا رغب طالب في الذهاب لها استاذن استاذه برفع اليد ثم ابداء الرغبه وبعد ان ياذن الاستاذ له يذهب الى النافذه التي تضم قطع الكرتون ويلاحظه الاستاذ القريب من النافذه فاذا وجد قطعة كرتون فانه ياخذها ومن رقم القطعه فانه يعلم ان الغرفه التي تحمل نفس الرقم غير مشغوله فيذهب اليها مباشره واذا لم يكن هناك قطع كرتون فعليه الانتظار لان كل غرف الطهاره مشغوله حتى يعود طالبا اخر – بالنسبه لشرب المياة لا يوجد سوى المربده القائمه تحت بيت ال الحييد وهي من اكبر المرابد في عينات يكلف رجل او امراة بافراغ قربه او قربتان او معرص مكون من تنكتين (من المياه ) فيها يوميا واحيانا لا تنجز المهمه لاسباب كثيره ولهذا فقد تعودنا ان نشرب من تلك المربده من شدة العطش طوال اليوم الدراسي ووسيله الشرب من المربده التي ربما يكون الماء فيها متوفر الا انه سرعان ما يجف نظرا لعدد الطلبه ويتم الشرب بواسطة طبله من طبال الطماطم الكبيره او التي يتم فيها وضع بعض الاغذيه المحفوظه ومن كثرة الاستعمال تكون محليه وقذره وقد تكون هناك اكثر من قصعه واذا كان الماء قليلا فاننا (نوحله) أي تسمع صوت القصعه وهو يحتك بالنوره داخل المربده وفي كثير من الاحيان كنا نشرب الماء وفيه ( باكور ) وهو جزيئ عضوي نراه يتحرك يتكاثر في المياة الاسنه واذا اردنا ان نتجاوز ذلك وضعنا جزء من مزادرنا ( الشميز) على الطبله وشربنا من خلال القماش واذا لم نجد ماء في المربدة ذهبنا الى مربدة التربه قرب مسجد الجبانه فاذا لم نجد الى مربدة مسجد الزاهر وهكذا ( ان تلك البيئة القذره هي ما تربينا فيه ولهذا يجب ان يحمد الله ابنائنا على ماهم فيه من خير لقد كانت الوفيات كثيره في الاطفال وصغار السن نتيجه لمثل هذا – ان الموضوع ذو شجون وسنتابع موضوع العلمه والمعلمون دون استعجال لعلنا نستطيع ان نوضح لابنائنا جزء من ايام زمان ولكي نقبل رؤس معلمينا {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انشُزُوا فَانشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }المجادلة11